أقيمت في الحرم الرضوي الشریف مراسم وداع جثامين ثلاثة عشر شهیدا ارتقوا في الجريمة الهمجية التي ارتکبها الکیان الصهيوني الخبیث والمُزيف بمشارکة آلاف الزوار والجيران.
وبحسب وكالة آستان نيوز، أقيمت الليلة بعد صلاتي المغرب والعشاء، المُصادفة لليلة الأولى من شهر محرم الحرام، في رواق الإمام الخميني (رض) في الحرم الرضوي الشریف، مراسم وداع جثامين 13 شهيداً من ضحايا جرائم الکیان الصهيوني.
شهدت الليلة مناظر فريدة في الحرم الرضوي الشریف، حيث أضفت جثامين الشهداء الطاهرة، الحاضرة وسط الحشود، أجواءً روحانیة خاصة؛ والتقطت كاميرات المصورين لحظات مليئة بالعاطفة والحماس من قِبل المواطنين والزوار، وكانت المشارکة المميزة للزوار والجيران دلیلا واضحا على عمق إخلاص أهالي مدینة مشهد وإيران للشهداء.
خلال الحفل، ردد مُقدم الحفل شعار «الحسين الحسين شعارنا، الشهادة شرفنا»مرات عدیدة، وهو شعار خرج من أعماق قلوب الحاضرين.
كما ردد المشارکون بصوت عال شعارات مثل « أبا الفضل یا حامل لواء کربلاء، احفظ السید الخامنئي» و«أيها القائد الحر، نحن مستعدون، مستعدون»؛ وهي الشعارات التي أظهرت، امتنان الشعب لوجود وقيادة آية الله الخامنئي، بعد اثني عشر يوماً صعبة ومجيدة للشعب الإيراني.
وقد تردد صدى شعارات «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمریکا» و«الموت للمنافق» في أجواء المراسم، وهتف الزوار والمجاورون، صغارا وكبارا، بهذه الشعارات بصوت عال مِلء حناجرهم.
في هذه المراسم، أقام الزوار وجيران الحرم الرضوي الشریف، الحاضرون بجوار الجثامين الطاهرة للشهداء اللواء محمد كاظمي، مرتضی بخشي، السید محسن کاظمي، رضا براتي، مهدی نظري، مجتبی عرفانیان، مصطفی جعفري، امیرحسین مزیني، الدکتور هاشمي، مصطفوي، حسن أحمدي والشهيدة طاهري، وزهراء نظري، الصلاة بإمامة آية الله أحمد علم الهدى، إمام جمعة مشهد، وبهذه المشارکة الروحية، أدوا دورهم في الثناء علی تضحيات الشهداء وبطولاتهم.
بعد الصلاة على جثامين الشهداء وإطلاق الهتافات الملحمية، قرأ رادود أهل البيت (ع) الحاج جعفر ملائكة زيارة أمين الله وزیارة كربلاء؛ ولكن هذه المرة، رأى الجميع العزاء الحقيقي بأم أعينهم. عندما صعد أبناء هؤلاء الشهداء إلى المنصة ووقفوا بجانب جثامین آبائهم وأمهاتهم، وقف الحضور احتراماً لهؤلاء الفتيات والصبيان.
أخذ الرادود الجمیع إلی كربلاء بکلامه، وذكّر الجميع بطفلة في الثالثة من عمرها قُتلت بوحشية في صحراء كربلاء؛ لكن هنا، وقف الجميع احترامًا لبنات الشهداء، وامتلأت عيونهم بالدموع، وارتفعت صرخات الأمهات والنساء. هنیئا لحماسة الرجال والآباء الذين شهدوا مشهد، وداع أبناء الشهداء لآبائهم وأمهاتهم المُحزن.
لقد أحدث تزامن هذا الوداع مع بداية شهر محرم الحرام حماسة وإثارة منقطعة النظير في قلوب الحاضرين في رواق الإمام الخميني (رض) وفي صحون الحرم الرضوي الشريف، ولم تفارق الدموع أعين الزوار للحظة، ولم تنقطع الآهات عن قلوبهم الحزينة.
ومع مرور الوقت، كانت هتافات « حسين (ع) الغریب» و«لبيك يا حسين (ع)» تتردد على شفاه الجميع؛ همسات تُنعش النفوس مع كل تكرار، وكأن هناك سراً عجيباً مخفياً في هذا الاسم يمكن أن يرفع ثقل الحزن والغم عن القلوب.
إلى جانب الحزن علی الظلم الذي تعرض له أبي عبد الله الحسين (ع)، كان هناك أمل ونشاط لا يوصف يملأ القلوب، ويخلق دافعاً متجدداً للمُضي قدماً.
وفي ختام المراسم، اكتملت الأجواء الروحانية للمراسم بدعاء «اللهم عجل لولیک الفرج» والدعاء لحفظ إيران الإسلامية وتحرير العالم من الظلم، وخاصة القضاء علی إسرائيل وأمریكا، مع عبارات «آمين» بصوت عال والصلاة على محمد وآل محمد.
وبحسب البيان الرسمي، من المقرر أن يتم تشييع جثامين هؤلاء الشهداء الطاهرة يوم غد الجمعة 26 يوليو 2025، في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً، الموافق للأول من شهر محرم وأول جمعة من هذا الشهر، بمدينة مشهد، بحضور عدد كبير من المُعزين الحسينيين، من ساحة التعبئة(البسیج) إلی الحرم الرضوي الشريف.

استضافةُ 13 شهيداً من شهداء جرائم الكيان الصهيوني بمشارکة آلاف الزوار والجيران في الحرم الرضوي الشریف
رمز الخبر 6694
تعليقك