قائد الثورة؛ نموذج مثالي في الإدارة الجهادية والقيادية

أقيم في مدرسة عالم آل محمد (ص) للدراسات الفقهیة، حفل اختتام المدرسة الصیفیة الرابعة في فقه النُظم الاجتماعية، بعنوان « نموذج حوكمة آية الله العظمى السيد الخامنئي»، بحضور أساتذة وطلبة العلوم الدينية.

بحسب وكالة أنباء أستان نيوز؛ وفي حفل اختتام هذه المدرسة الصيفية، قدم آية الله مهدي زماني فرد، الأستاذ في مدرسة عالم آل محمد (ص) للدراسات الفقهیة ومدرسة ميرزا ​​جعفر في الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، وآية الله السيد صمصام الدين قوامي، مؤسس المجمع الفقهي للإدارة الإسلامية، وجهات نظرهما حول نموذج حوکمة قائد الثورة الإسلامیة.

ما هي الحوكمة الثقافية؟ ونظرات قائد الثورة

قال آية الله زماني فرد: الحوكمة هي مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى إيجاد أو تطوير قضية ما، وتختلف اختلافا جوهريا عن الحكومة. ما يُناقش في المناقشات النظرية حول الحكومة يتعلق بمجال الحكومة؛ أما الحوكمة فتعني تطبيق هذه النظريات وتنفیذها عمليًا.

ثم عرّف الثقافة قائلاً: الثقافة هي رؤية الإنسان والكون وموقفه منهما. الإنسان المثقف هو من يملك الأفكار والفهم الصحيحين تجاه نفسه والعالم؛ ومن وجهة نظر قائد الثورة، الثقافة هي رؤية الإنسان وموقفه تجاه نفسه والكون.

وفي إشارة إلى تصريحات قائد الثورة في لقاء مع وزير العلوم والکنولوجیا ورؤساء الجامعات عام ٢٠٠٤، أشار إلى أن قائد الثورة الإسلامیة يعتبر الثقافة القضية الرئيسية في حياة الإنسان، ويؤكد أن ثقافة كل بلد هي الأساس الرئيسي للحركة العامة فيه، وأن الحركة السياسية والعلمية تتحقق أيضًا على هذا الأساس.

واستشهد بتصريحات قائد الثورة الإسلامية، قائلاً: بحسب قائد الثورة، فإن رأس مال الأمة الإسلامية العظيم هو دين الإسلام وتعاليمه الواضحة والشاملة، فمن خلال توفير رؤية عميقة للعالم، والتوحيد الخالص، والمبادئ الأخلاقية والروحية، بالإضافة إلى الأنظمة السياسية والاجتماعية الشاملة، يدعو الإسلام جميع البشر إلى التحرر من القبح والفساد، وزیادة الإيمان والنقاء والتقوى والمحبة والأمل والفرح في نفوسهم.

وقال الأستاذ زماني فرد أن النظرة هي العنصر الأول في الثقافة. تعتبر النظرة من العالم ونظرية المعرفة العنصرَين الرئيسيين للثقافة المنشودة. في هذه الثقافة، تُعدّ النظرة التوحيدية للعالم هي الأساس، وفي هذه النظرة يُعتبر الإنسان عبدًا لله. وأضاف أن الاستقلالَ هو العنصرَ الثاني للثقافة المرغوبة، وأضاف: من وجهة نظر قائد الثورة، تُعدّ الديناميكية عنصرًا مهمًا آخر في الشؤون الثقافية. يجب أن تكون الثقافة المرغوبة مَرنة وقادرة على التكيف مع تغيرات الحياة البشرية. أما العنصر الثالث الذي يُشدّد عليه فهو توافق الثقافة مع الطبيعة البشرية.

في إشارة إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية، أشار إلى أن الثقافة، وفقًا لقائد الثورة الإسلامية، هي بطاقة الهوية الجماعية للأمة وهويتها الشاملة. وعلى الجميع السعي لحماية الثقافة والحفاظ عليها والدفاع عنها. لذا، فإن الضرورة الأساسية لكل مجتمع هي تحقيق حوكمة ثقافية قائمة على الثقافة الأساسیة.

وأضاف: من تصريحات الإمام الخامنئي يمكن استخلاص أربعة أهداف رئيسية في الحوكمة الثقافية، منها تحقيق العبودية في الإنسان، وترسيخ الدين في المجتمع، ونشر العدالة، والتحرك نحو بناء الحضارة الإسلامية.

كما اعتبر مبادئ وضع السياسات الثقافية، نتیجة العمل الجماعي والمشاركة العامة، ومركزية العلماء والنُخب الدينية، والقدوة الحسنة، وتجنب الفرقة والإبتعاد عن الإفراط والتفریط؛ وتابع مشيراً إلى معوقات العمل الثقافي من وجهة نظر قائد الثورة، قائلاً: الجمود والتحجر هما أول عقبة خطيرة، والتقليد السلبي عقبة أخرى، أما التقليد الإيجابي، أي لجوء الجاهل إلى المتعلم، فهو مقبول ومفيد.

وأضاف: إن العائق الآخر هو نمط الحياة الغربي الذي يتم الترويج له للأسف على أنه أسلوب حياة الشعوب اليوم، وهذا يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الحوكمة الثقافية.

متطلبات التنفيذ لتحقيق الحوكمة الثقافية

بعد ذلک شرح آية الله زماني فرد متطلبات تطبيق الحوكمة الثقافية، وقال: إن إعطاء الأولوية للعمل الثقافي أمرٌ أساسي، والأولوية الأولى هي التعليم، لأن جيل المستقبل يُربى في هذا السياق.

وأضاف: يرى قائد الثورة ضرورة تنظيم نُخب المجتمع، من شعراء وكتّاب وطلاب وعلماء ومدّاحين، لما لهذه المجموعات من دورٍ هام في توجيه الثقافة، كما يُعدّ تأهيل الخبراء الثقافيين ضرورةً قصوى؛ بالإضافة إلی الاهتمام بتعظيم الشعائر الدينية، كصلاة الجمعة والجماعة والأعياد الإسلامية، والتي تعتبرمن الضرورات المهمة التي يُمكن أن تلعب دورًا هامًا في توجيه المجتمع.

واختتم مؤكدًا: إن الأمور الثقافية تُنظّم بسلاسة وبشکل تدریجي. لا يُمكننا أن نتوقع حلّ القضايا الثقافية دفعةً واحدة. الصبر والمثابرة والجهد المتواصل هي الشروط الأساسية للنجاح في هذا المسار.

شهر ربيع الأول هو شهر الحكم والإدارة

وقد تحدث آية الله السيد صمصام الدين قوامي في الحفل الإختتامي، حيث قدم موضوعا حول «الحوكمة الإدارية».

وأشار في كلمته، إلى هجرة الرسول (ص) لإقامة الحكومة الإسلامية وقال: إن شهر ربيع الأول هو شهر الحكم والإدارة، لأن الرسول (ص) هاجر من مكة إلى المدينة ليقيم أول نموذج للحكم الديني.

وأوضح: واجهت دولة النبي(ص) أزمات وحروبًا ومؤامرات عديدة منذ بدايتها؛ حيث اصطفت أحزابٌ مختلفة، منها اليهود والكفار والمشركون والمنافقون، ضد النظام الإسلامي الولید، وكان الأعداء يعارضون أي حكم يهدد مصالحهم ويسعون لإسقاطه.

وفي إشارة إلى مکانة قائد الثورة، قال آية الله قوامي: على مدى نصف القرن الماضي، قاد قائد الثورة الإسلامیة، النظام الإسلامي بصورة  جيدة وتغلب على الأزمات والمؤامرات؛ سواء في منصب رئیس الجمهوریة أو القائد الأعلى للقوات المسلحة أو في منصب القائد.

الإدارة الجهادية

وأضاف مؤسس المجمع الفقهي للإدارة الإسلامية: الإدارة تنقسم إلى قسمين: «عامة وإضافية»، والإدارة العامة هي إدارة إضافية بلا إطار، مثل إدارة التطوير، وقائد الثورة الإسلامیة يؤكد دائمًا على الإدارة الجهادية، ويأخذ بنموذج المقر في التنظيم.

وأردف: في مجال التنظيم والنظام، یغلب المنظور الجهادي على التخطيط، بينما یسیطر منظور القيادة على التنظيم، وقد تصرف قائد الثورة بقوة وحکمة في مجالات مختلفة كالتنمية والإشراف والتنظيم، وقاد الثورة بمفرده ضد العقوبات والضغوط الخارجية.

 الرصد والتنظيم على الصعیدین الوطني والدولي

أشار آية الله قوامي إلى أهمية الإشراف في الإدارة، قائلاً: حتى أن قائد الثورة تطوع بالإشراف على الأجهزة التي تعمل تحت إشرافه، کذلک في اختیار، ممثلين في مناطق ودول مختلفة كالهند وباكستان والعراق، يلعبون دورًا فعالًا في الحفاظ على الثورة الإسلامية وتعزيزها.

وأشار إلى وجود شبكة من رجال الدين في الجيش والحرس الثوري تمثل قائد الثورة، وذكّر بأن: هذا التنظیم یضمن سلامة الثورة ویمنع الانقلابات والكوارث المحتملة، كما تأسست قوات البسیج( التعبئة) لمساعدة المظلومين.

وفي إشارة لمواقف قائد الثورة بشأن الرواتب، قال: لقد أشکل قائد الثورة علی الرواتب العالیة، لكنه يوافق على الدفع العادل.

وتابع أستاذ الحوزة العلمية: إن توجيه قائد الثورة وتأثيره على الشعب أمرٌ مُذهل؛ لقد قاد الأمة الإيرانية بنهجٍ مُناهضٍ للغطرسة، وانعدام العلاقات مع أمريكا، والتركيز على الاستقلال.

وأكد أن قيادة قائد الثورة لها أبعاد متعددة، من القيادة السياسية كمنصب، إلى القيادة الإدارية وإدارة المستقبل، وهذه هي أبعاد قيادته، كما يُشدد على العلاقات الإنسانية الممتازة، واللقاءات مع المحاربين القدامى، والسفر إلی المحافظات، والمشاركة القصوى.

تعديل السلوك وإدارة الصراعات

وفي مجال إصلاح السلوك، أشار آية الله قوامي إلى إدارة قائد الثورة، وقال: لقد دعا قائد الثورة إلى التوبة، والحد من العنف، وإصلاح الأسرة، ولم یقبل العقاب إلا بالقدر اللازم؛ وفي إدارة الصراعات، أكد على التآزر والوحدة المقدسة.

واختتم مؤسس المجمع الفقهي للإدارة الإسلامية حديثه قائلاً: لطالما أوصى قائد الثورة بتجنب الشكليات ومحاربة الثقافة الاستعمارية، وتستند روحانيته المنشودة إلى أسلوب حياة المعصومين (ع) والتركيز على بناء ثقافة دينية.

رمز الخبر 7209

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha