بحسب تقریر وکالة أنباء آستان نیوز؛ أكد حجة الإسلام والمسلمين مصطفى فقيه اسفندياري، معاون الشؤون الدولية في العتبة الرضویة المقدسة، في حفل افتتاح مؤتمر الإمام الرضا(ع) والعلوم الحديثة الدولي الرابع ، الذي عقد صباح اليوم 28 أیار في جامعة الإمام الرضا (ع) الدولية: إن مؤتمر الإمام الرضا(ع) الدولي هو إجابة عملية على الأسئلة القديمة حول العلاقة بين العلم والدين.
واعتبر معاون الشؤون الدولية في العتبة الرضوية المقدسة هذا المؤتمر بمثابة إجابة عملية على الأسئلة المتعلقة بالعلاقة بين العلم والدين وتعريفا لائقا للعلم الديني.
وفي جانب آخر من حديثه أشار الدکتور فقیه إلى الآيتين 44 و89 من سورة النحل وقال: إن القرآن الكريم يقدم نفسه على أنه «تبیان لکل شيء».
ثم بَيّن العلاقة الوطیدة بين کلام (القرآن) ومفسره (الإمام)، وأضاف: إن القرآن يحتاج إلى مُفسر؛ ويُعرّف أمير المؤمنين (ع) نفسه بأنه القرآن الناطق، ويستمر هذا الحكم من الرسول الأكرم (ص) إلى إمام الزمان (عج).
من جانبه أوضح رئيس المنظمة العلمية والثقافية في العتبة الرضوية المقدسة خلال افتتاح مؤتمر الإمام الرضا (ع) الدولي الرابع الخصائص التربوية في السیرة الرضوية وأكد على ضرورة تطبیقها في المجتمع الإسلامي.
وأشاد الدكتور عبد الحميد طالبي بجهود الجامعة في إقامة مؤتمر الإمام الرضا(ع) والعلوم الحدیثة الدولي، وقال: نأمل أن توفر الأنشطة العلمية والبحثية في هذا المؤتمر أساساً وأرضیة للعرض في مؤتمر الإمام الرضا (ع) العالمي.
وأشار إلى قضية مهمة وهي «حوکمة التعليم والتربية» في تاريخ بعثة الأنبياء، واستدل بالآية 164 من سورة آل عمران: «لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَی الْمُوْمِنینَ إِذْ بَعَثَ فیهِمْ رَسُولا مِنْ اَنْفُسِهِمْ یَتْلُواعَلَیْهِمْ آیاتِهِ وَ یُزَکِّیهِمْ وَ یُعَلِّمُهُمُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ إِنْ کانُوا مِنْ قَبْلُ لَفی ضَلالٍ مُبینٍ» وأشار إلى مبادئ التربية والتعليم في رسالة الأنبياء.
واعتبر رئيس المنظمة العلمية والثقافية في العتبة الرضویة، أن تربية الطفل مسألة معقدة، وإذا لم تتم بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، فإنها تسبب أضراراً كثيرة، وقال: إن تربية الطفل بشكل صحيح تؤدي إلى صحة الطفل وسلامته النفسية. في التعليم، هناك جانب هو المُعلم والجانب الآخر هو المتعلم.
وأشار إلى عشر خصائص للتربیة من وجهة نظر أحاديث المعصومين (ع)؛ واعتبر أولها التدرج في التربیة، وقال: إن من أهم أوامر المعصومين (ع) التدرج في التربیة. يجب علينا جميعًا أن نراعي التدرج وتقييم القدرات عند تعليم أطفالنا وطلابنا؛ كما أن الأئمة المعصومين (ع) اعتبروا القدرة المعرفية للمخاطبین معياراً في التربیة.
واعتبر رئيس المنظمة العلمية والثقافية في العتبة الرضوية المقدسة، سلوك الإمام الرضا (ع) مع أبنائه مؤشراً على أهمية تعزيز البعد الاجتماعي، وأكد على دوره في التعايش الاجتماعي.
وقال الدكتور طالبي الحوكمة التربوية حلاً لمشاكل المجتمع من منظور تربوي، وأكد على أهمية التطرق لنظرية الحوكمة والنهج النظامي والتفكير المستقبلي في هذا المجال.
وفي إشارة إلى التحديات والتساؤلات القائمة بشأن العلاقة بين کلام الإمام الرضا (ع) والعلوم الحديثة، اقترح رئيس مجمع البحوث الإسلامية في العتبة الرضوية المقدسة عقد مؤتمر متخصص بحضور الموافقین والمعارضين.
وتحدث الدكتور أحد فرامرز قراملکی، رئيس مجمع البحوث الإسلامية في العتبة الرضوية، عن أهمية وتعقيدات تفاعل أقوال الأئمة (ع) مع العلوم الحديثة، وذلك خلال افتتاح مؤتمر الإمام الرضا (ع) والعلوم الحديثة الدولي الرابع، وأضاف: في هذا المجال، هناك تساؤلات وانتقادات وحتى إنكارات، مما يدل على أهمية هذا الموضوع.
وأشار إلى القدرة المهمة التي تتمتع بها حوزة خراسان العلمیة في طرح نظريات جديدة في العلوم الدينية، وأضاف: في هذه المباحث، یعتبر تناول الأسس والإمكانيات والأسالیب المنهجية أفضل من مناقشة المحتوى.
وأكد قراملکی: إذا لم نتمكن من تحدیث كلام الإمام من خلال الحوار داخل التعاليم الإسلامية والحوار خارجها فإننا إما أن نبيع الأحاديث بصورتها الخام أو أن نفسرها حسب الرأي.
من جهته اعتبر القائم بأعمال جامعة الإمام الرضا (ع) الدولية، انعقاد مؤتمر الإمام الرضا (ع) والعلوم الحدیثة الدولي الرابع، تحت عنوان «الإمام الرضا (ع) والعلوم التربوية»، خطوة مؤثرة في إحياء الثقافة والتربية الدينية.
وقال الدكتور دانشي فر أن الإمام الرضا (ع) عرّف الأسرة باعتبارها أهم منبر يتم فيه غرس بذور الإيمان، وأشار إلى أهمية هذا المؤتمر، وقال: قال الإمام الرضا (ع): «یَتَعَلَّمُ عُلُومَنا و یُعَلِّمُها النّاسَ، فَإِنَّ النّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحاسِنَ کَلامِنا لاَتَّبَعُونا»
إن اتباع تعاليم أهل البيت (ع) يتحقق في ضوء نقل هذه التعاليم، ومن خلال إقامة هذا المؤتمر سنكون جميعاً شركاء ومساهمين في قضية تربیة المجتمع والنظام التعليمي كقضية مهمة وضرورية.
واعتبر أن تلقي أكثر من 600 مقال ومشاركة أكثر من 200 جامعة ومؤسسة علمية وحضور باحثين من 16 دولة في العالم مؤشر على المسار القيّم والوثيق لهذا المؤتمر والذي سيستمر بزخم أكبر في المستقبل.
الجدير بالذكر؛ في إطار برامج مؤتمر الإمام الرضا(ع) الدولي الرابع والعلوم الحدیثة، ستقام 10 لجان علمية بعنوان « الإمام الرضا(ع) والتربية الاجتماعية والسياسية »، «الإمام الرضا (ع) والتربية الاقتصادية»، «الإمام الرضا (ع) والتربية الأخلاقية»، «الإمام الرضا (ع) والتربية الروحية»، «الإمام الرضا (ع) والتربية البيولوجية والبدنية»، «الإمام الرضا (ع) والتربية الفكرية»، « الإمام الرضا(ع) والتربیة والزیارة»، « الإمام الرضا (ع) والتعليم في عصر الإعلام والفضاء الإلكتروني»، «الإمام الرضا (ع) التعليم والفن والعمارة»، و«الإمام الرضا (ع)، الأسرة والسكان والإنجاب»؛ وسیتم تقديم مقالات ومحاضرات من قبل باحثين وطنيين ودوليين في هذه المواضیع.

اعتبر معاون الشؤون الدولية في العتبة الرضوية المقدسة، مؤتمر الإمام الرضا(ع) والعلوم الحديثة الدولي بمثابة رد عملي على العلاقة بين العلم والدين.
رمز الخبر 6534
تعليقك