بحسب وکالة آستان نیوز؛ قال أمين عام مؤتمر الإمام الرضا (ع) الدولي سعید رضا عاملي: إن ميثاق حقوق الإنسان يفتقر إلى أساس توحيدي ولا يستطيع توفير المصالح الحقيقية للإنسان، ونتيجته استمرار الظلم والإبادة الجماعية في العالم.
وقال عاملي: إن هذا الميثاق يخضع لحق النقض في مجلس الأمن، وحتى في ظل ظروف حصار الشعب المضطهد في غزة، فإنه غير قادر على منع وقوع الکوارث إنسانية، في حين أن الشعوب الحرة في العالم، في أوروبا وأميركا وآسيا وأفريقيا، احتجت على هذا القمع.
وأشار إلى أن الرؤية الإلهية في مجال حقوق الإنسان وكرامته يمكن أن تفتح طريقا جديدا يعتمد على قدرات العقلاء والحكماء والمفكرين وشعوب العالم.
واختتم كلمته قائلاً: لم يحدث أي تغيير جدي بالنسبة للبشرية، وتشير الإحصائيات إلى أن الوضع العالمي خطير للغاية. اليوم، يتعرض 85% من شباب العالم للتمييز، بينما في القرن الثامن عشر كانت هذه النسبة 25% فقط.
وفي کلمته التي ألقاها في الإفتتاح، أوضح وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا: إننا في الفكر الإسلامي نؤمن بكرامة كل البشر، والمستهدف بالاحترام هو كل البشر.
وأردف: إن الكرامة حق من حقوق الإنسان، وهناك إجماع عالمي على أن الكرامة الإنسانية تخضع لتوافق العقلاء، وأحد أوضح الأمثلة على بناء العقلاء اليوم هو الكرامة.
وقال: إن كرامة الإنسان أحياناً يكون لها منشأ فلسفي أو عقدي، ولا بد أن يكون فيها فوائد كثيرة للإنسان، وتقول بالمساواة بين البشر في النظرية والرأي.
وفي جزء آخر من كلمته، أشار الوزیر إلی أننا نشهد اليوم في العالم أن الرأي العام لا يقبل الکیان الصهيوني كدولة ويقبل الشعب الفلسطيني كأمة، في حين أن هذا الکیان، انتهك جميع معايير حقوق الإنسان بدعم من الإستکبار العالمي، وهناك إجماع عالمي ضده.
ومن جهته قال رئيس أکادیمیة العلوم محمد رضا مخبر: إن الإمام الرضا (ع) وتعاليمه كان لها دورها في العصور التاريخية الثلاثة؛ وفي الحقيقة فإن عصر الإمام الرضا (ع) يعتبر منبراً للدراسات الحضارية ويحتاج إلى استكشاف، وعلى النقيض من ذلك، فإن الحضارة الغربية التي تدعي حمایة حقوق الإنسان، لديها آلية استعمارية في الممارسة العملية، ومن خلال استغلال المادية، فإنها لم تفشل في دعم الكرامة الإنسانية فحسب، بل أدت أيضًا إلى ترسيخ القمع المنهجي.
وأضاف: إن الحضارة الغربية بزعمها الديمقراطية تعمل على الغطرسة، لكن الحضارة الإسلامية تقوم على التعاليم السماوية التي تعتبر كرامة الإنسان متأصلة.
وتابع مخبر: اليوم، ومن خلال استغلال شعارات الحرية، نجح الغرب عملياً في ترسيخ الاستعمار الحديث وتهجير الملايين من البشر.
وأكد أن الكرامة هي السبيل الوحيد لإنقاذ البشرية، وقال: إن العودة إلى التراث الإسلامي الأصيل مع التركيز على إعادة قراءة التعاليم الرضوية ضرورة لملء الفجوات الثقافية والسياسية وغيرها.
وأشار إلى الآية الكريمة « لقد كرمنا بني آدم» وقال: يجب على البشرية أن تستفيد من هذه القدرة التکوینیة، ويمكن للإنسان أن يحقق الكرامة في داخله.
وفي الختام أشار آية الله رمضاني، عضو مجلس خبراء القیادة، إلى أن الشرط الأساسي لتحقيق الكرامة هو أن یستفید الإنسان من القدرات التي منحه إياها الله تعالى، حينها فقط، سيصبح هذا الإنسان تجسيدًا لصفات جمال الله وجلاله.
أشار إلى أن مکارم الأخلاق تُبرز أهمية مجال الكرامة، مُبيّنًا الفرق بين المحاسن والمکارم، قائلًا: المحاسن تجد معناها في تحسين العلاقات الاجتماعية، وفي هذا الصدد، يقول الإمام الرضا (عليه السلام): من سعادة ابن آدم حسن الخلق. أما المکارم تُشير إلى مستوى الإنسانية والبعد الحقيقي للإنسان، وللكرامة قوة وضعف، وهي كالنور الذي ذروته الأئمة الأطهار (ع).
وتابع مشيراً إلى الحديث المشهور للإمام الرضا (ع) وقال: وفي هذا الحديث يقول الإمام: رحم الله عبداً أحيا أمرنا! قلت: كيف يحيي أمرکم؟ قال: يتعلم علومنا، ويعلمها للناس؛ لو علم الناس محاسن كلامنا لاتبعونا.
وفي الختام أكد عضو مجلس خبراء القیادة: إن الإنسان الذي يربي نفسه ويكون مؤمناً وعاقلاً وحکیما لن یصدر منه إلا الخير.
تعليقك