وفقًا لـما أفاد موقع عتبه نيوز، تشير الوثائق التاريخية المتبقية إلى وجود العديد من الأشخاص الذين وصلوا إلى خراسان في رحلاتهم حول العالم. في غضون ذلك ، يجب إدراج الإسباني بنيامين، الرحالة ماركو بولو في قائمة المسافرين الأوائل الذين قدموا إلى إيران ، وعبروا حدود مدينة مشهد وكتبوا عن وجودهم في هذه المدينة، لكن الرحالتين لم يفعلا ذلك. و لم يذكرا في رحلاتهما عن المدينة، على سبيل المثال ، عندما وصل ماركو بولو إلى خراسان عام ۶۷۱ هـ ، فإن ما وصفه يشبه رحلة ناصر خسرو عن طون وطبس، و لم يتجاوز عن هذه العبارة : "مناخ خراسان جيد والناس ودودون".
رحلة ابن بطوطة الي مشهد
بعد حوالي ۳۰ عامًا من ماركوبولو، مر « هم دريك » الرحالة الإيطالي عبر إيران عندما كان ذاهبًا إلى الصين لكنه لم يكتب أي شيء عن مشهد أيضًا، لأن رحلته تزامنت مع تدمير خراسان بعد هجوم المغول. هذا هو السبب في أن الأوصاف الأولى لمدينة مشهد والحرم الرضوي المقدس يمكن قراءتها في رحلة ابن بطوطة، لأنه كان مسلمًا - في وقت لم يتمكن غير مسلم من دخول الحرم المقدس - حصل بسهولة على إذن بالدخول في الحرم ويصور كل ما كان فيه.
حسب المستندات التاريخية، أبو عبدالله، محمد بن إبراهيم الطنجي (۷۰۳ إلى ۷۷۰ هـ) المعروف بابن بطوطة الذي أطلق عليه بعض المؤرخين لقب ماركو بولو للعالم الإسلامي، إن رحلته استمرت ۲۷ عامًا. حوالي سنة ۷۳۴ هـ (۷۱۲ ه.ش) وصلت مشهد و زار الحرم الرضوي.
يبدو أن ابن بطوطة ذكر مشهد لأول مرة عندما يصف مدينة الجام، قبل أن يصل إلى طوس، لما كان يتحدث عن تدمير المغول.يقول: « ثم غزاهم طغيتمور بنفسه في خمسين ألفاً من التتر فهزموه وملكوا البلاد وتَغَلَّبُوا على سرخس والزواه وطوس وهي من أعظم بلاد خراسان، وجعلوا خليفهم بمشهد، علي بن موسى الرضي، وتغلبوا على مدينة الجام ونزلوا بخارجها »
هناك قضية مثيرة للاهتمام أنه لم يذكر في رحلته اسم مشهد بمفرده فانه يستخدم لهذه المدينة دوماً "مشهد الإمام الرضا (عليه السلام)" أو "مشهد علي بن موسى الرضا (عليه السلام)" في كل مكان. على سبيل المثال ، عندما وصل ابن بطوطة إلى مشهد و أقام مدة في هذه المدينة، ذكر أولاً نسب الإمام (ع) قائلا :« ورحلنا منها إلى مدينة مشهد الرضا وهو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي ﷲ عنهم، وهي أيضًا مدينة كبيرة ضخمة كثيرة الفواكه والمياه والأرجاء الطاحنة»
ثم يتطرق الي لقاءه مع نقيب مشهد قائلا : « وكان بها الطاهر محمد شاه والطاهر عندهم بمعنى النقيب عند أهل مصر والشام والعراق وأهل ً الهند والسند وتركستان يقولون السيد الأجل،»
يصف ابن بطوطة زيارته الحرم الرضوي و يقول:
,« و المشهد المكرم عليه قبة عظيمة في داخل زاوية تجاورها مدرسة ومسجد وجميعها مليح البناء مصنوع الحيطان بالقاشاني وعلى القبر دكانة خشب ملبسة بصفائح الفضة وعليه قناديل فضة معلقة. وعتب باب القبة فضة وعلى بابها ستر حرير مذهب، وهي مبسوطة بأنواع البسط، وإزاء هذا القبر قبر هارون الرشيد وعليه دكانة يضعون عليها الشمعدانات اوإذا دخل { الزائر} للزيارة َ، ضرب قبر الرشيد برجله و سلّم علي الرضا »
ملاحظة:
- جعل علي قبر الإمام الرضا (ع) صندوق، قبل بناء الأضرحة، حسب الوثائق التاريخية ، تم بناء اربعة صناديق للمضجع المقدس، والصندوق الذي كتب عنه ابن بطوطة هو على الأرجح، الصندوق الثاني الذي تم وضعه على القبر المقدس حتى عهد شاه عباس. يكتب مؤلف كتاب "الثاقب في المناقب (حوالي ۵۶۰ هـ.ق)" حول هذا الصندوق:
« شروان المجوسيّ الأصفهانيّ، كان بمنزلة عند خوارزمشاه، فأرسله رسولا إلى حضرة السلطان سنجر بن ملكشاه، و كان به برص فاحش، و كان يهاب أن يدخل على السلطان لما قد عرف من نفور الطبائع منه؛ فلمّا وصل إلى حضرة الرضا (صلوات اللّه عليه) بطوس، قال له بعض الناس: لو دخلت قبته، و زرته، و تضرعت حول قبره، و تشفعت به إلى اللّه سبحانه و تعالى، لأجابك إليه، و أزال عنك ذلك. فقال: إنّي رجل ذمّي، و لعل خدم المشهد يمنعوني من الدخول في حضرته فقيل له غير زيك، و ادخلها من حيث لا يطّلع على حالك أحد.ففعل، و استجار بقبره، و تضرع بالدعاء، و ابتهل، و جعله وسيلة إلى اللّه سبحانه و تعالى، فلمّا خرج، نظر إلى يده، فلم ير فيها أثر البرص، ثمّ نزع ثوبه، و تفقّد بدنه، فلم يجد به أثرا، فغشي عليه، و أسلم، و حسن إسلامه، و قد جعل للقبر شبه صندوق من الفضّة، و أنفق عليه مالا، و هذا مشهور شائع رآه خلق كثير من أهل خراسان»
علی سعیدیان
تعليقك