وبحسب ما ذکره موقع آستان نيوز، أشار آية الله أحمد مروي صباح اليوم السبت (18 كانون الثاني 2025) خلال مراسم ذكرى استشهاد السید أحمد بن موسى الكاظم شاه تشراغ (ع) التي أقيمت في مدینة شيراز، إلى التطورات في المنطقة وقال: في بدایة الحرب علی غزة قالت إسرائيل إن لديها ثلاثة أهداف من هجومها علی قطاع غزة؛ أولاً، إطلاق سراح الأسرى؛ ثانياً، القضاء علی حماس؛ وثالثا، الاستيلاء على غزة. لكن في النهاية لم يتحقق أي من هذه الأهداف.
ووصف إطلاق سراح الأسرى وتدمير حماس بأنه أحلام الصهاينة الفاشلة في غزة وقال: إن الکیان الصهيوني لم یستطع إطلاق سراح حتى أسير واحد. هل تم تدمير حرکة حماس؟ لو تم تدمير حماس، فلن تكون هناك حاجة لوقف إطلاق النار. نعم، لقد سببوا أضرارا کبیرة بقطاع غزة؛ لقد دمروا المستشفيات والبنية التحتية؛ لقد وصلوا بالوحشية إلى ذروتها واستشهد 50 ألف شخص أعزل جراء جرائمهم الوحشیة. لكنهم في النهاية لم يتمكنوا من تحقيق أي هدف من أهدافهم واضطروا إلى القبول بوقف إطلاق النار.
وقال متولي العتبة الرضویة: إن الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان منذ قرون، التزمت الصمت في وجه كل الجرائم المرتكبة في غزة، ولم تكتف بعدم الرد، بل دافعت عن المجرمين الصهاينة بتزویدهم بالسلاح والدعاية والدعم السياسي وكشفوا عن وجههم الحقيقي مرة أخرى.
وأشار إلى صمود حزب الله رغم استشهاد السيد حسن نصر الله وبعض قادة جبهة المقاومة وقال: المقاومة لا تقوم على أفراد، بل هي فكرة وطريق اختاره المسلمون ضد الصهاينة والمستكبرين. المقاومة لا تنتهي بشهادة بعض الأشخاص. فإذا كان من المفترض أن تنتهي المقاومة باستشهاد العظماء وأولیاء الله، فإن الإسلام يجب أن یکون قد انتهی إلى الأبد باستشهاد الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء.
لكن في الحقيقة انتهی زمن بني أمية، وانتهی زمن بني العباس، وانتهت قضية الظالمين، ويوما بعد يوم ینتشر شعاع عاشوراء ویعم العالم.
الحفاظ على الوحدة الداخلية هو السبيل لمواجهة تهديدات العدو
وأشار الشیخ المروي إلى الأوضاع الحساسة التي تمر بها المنطقة والبلاد، وقال: القائد الأعلی للثورة الإسلامية قال إن العدو وضع على جدول أعماله ثلاث استراتيجيات أساسية هي «الفتنة» و«التخويف» و« بث اليأس»، وعلينا أن نفكر في التحذيرات التي أطلقها قائد الثورة. إن استراتيجيات العدو الثلاث هذه استهدفت بشكل مباشر وحدة الوطن وقوته الداخلية، وعلينا أن نحمي الوحدة الوطنية بالوعي واليقظة.
وتابع: يجب ألا ننسى العدو ونخطئ في تحديد القضايا الرئيسية والثانوية. ويجب ألا نضع القضايا الثانوية بدلا من القضايا الرئيسية ونهمل العدو الرئيسي. لقد قال الامام الخميني (ره) في الوقت الذي انشغل فيه المجتمع ببعض الخلافات الداخلية: «یجب عليكم أن تصبوا جام غضبکم علی أمريكا».
وشدد متولي العتبة على تجنب خلق الخلافات والتطرف في المجتمع وجعل الناس متشائمين تجاه بعضهم البعض قائلا: لدينا أعداء لا يرحمون لديهم حقد أعمی ضد نظامنا وأمتنا وبلدنا وثقافتنا، ومن يتصور أنه يخدم الثورة من خلال إثارة الخلافات فهو مخطئ للغایة.
وقد أعلن قائد الثورة، بصفته القائد والولي الفقیه، بوضوح أن إحدى استراتيجيات العدو الرئيسية هي «إثارة الفتنة».
وقال: بالطبع هناك مشاكل وخلل في البلد، لكن لا ينبغي إثارة القضايا بما يؤدي إلى انقسام المجتمع وتقويض الوحدة والتماسك الوطني.
التخویف؛ خطة العدو لإضعاف معنويات الشعب
اعتبر الشیخ المروي الترهيب مؤامرة من العدو لإضعاف معنويات الشعب وأكد: لا ينبغي تضخيم العدو كثيراً في العقول. إن العدو لا يرحم وهو عدو جبان ولا يتوقف عن ارتكاب أي جريمة، كما شهدنا في غزة ولبنان، ولكن إذا وقفت الأمة والشعب والمجتمع صفاً واحداً وتضامنوا ضد هذا العدو، فلن یستطیع العدو تحقیق أهدافه أبداً، وينبغي الامتناع عن التخويف والترهیب في المجتمع وعدم إظهار العدو أكبر مما هو عليه، وعلى المثقفین والمبلغین أن يحذروا من ترهیب قلوب الناس بكلامهم وكتاباتهم.
وخلال حدیثه ذكر أحداث غزوة أحد وأشار إلى تعاليمها قائلا: إن غزوة أحد من أهم الغزوات في تاريخ الإسلام التي تكبد فيها المسلمون خسائرا کبیرة، حتى إن شائعات خرجت أثناء هذه الحرب عن استشهاد النبي (ص).
بعد هذه الحرب، حاول المنافقون إضعاف معنويات المسلمين من خلال نشر الشائعات وإثارة الخوف، إلا أن إيمان المسلمين أصبح أقوى يوماً بعد يوم، وواجهوا المشاكل بالتوكل على الله، وفي مواجهة تهديدات المنافقين کانوا یقولون بإيمان راسخ وقلب مطمئن: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»
البصيرة الدينية وإطاعة الولایة؛ مفتاح النجاة من الضلال
وتابع متولي العتبة الرضویة مستشهدا بأخذ العبر من قصة الخوارج وأشار إلى أهمية تعزيز البصيرة الدينية وإطاعة الولایة وقال: الخوارج كانوا جماعة من شيعة الكوفة كانوا في البداية مع أمير المؤمنين علي (ع) وقضىوا 18 شهرا یقاتلون في رکاب أمیر المؤمنین في حرب صفين.
رغم أن الخوارج دخلوا الميدان بحسن نية في البداية، إلا أنهم بسبب إنعدام البصيرة والفهم الصحيح للقضايا، والغرور بمعرفتهم المحدودة والسطحية، ومخالفتهم لأمير المؤمنين (ع) أصابهم الضلال، الفساد والهلاک، ولا تقتصر هذه الأحداث على عهد أمير المؤمنين (ع)؛ التاريخ يعيد نفسه دائما وعلينا أن نكون حذرين.
وقال: نؤمن بالنصر الإلهي وسينصرنا الله بالتأكيد، بشرط أن نسير في الطريق المستقيم للإسلام وأهل البيت (ع) ونتبع نصائح القائد الأعلى للثورة الإسلامیة؛ والاجتهاد في مواجهة أوامر قائد الثورة يؤدي إلى الانحراف، ونحن نؤمن بأن وعد الله سيتحقق بالتأکید، حيث شهدنا دعم الله مرات عديدة خلال السنوات التي تلت قیام الثورة.
شاه تشراغ (ع) رمز الاستشهاد في الدفاع عن الولایة
كما أعرب الشیخ المروي عن تعازيه بمناسبة ذكرى استشهاد السید أحمد بن موسى شاه تشراغ (ع) وقال: لقد ضحى السید أحمد بن موسى (ع) بکل مایملک وبکل وجوده في طريق الإمامة والولاية.
منذ الأيام الأولى لاستشهاد الإمام الكاظم (ع) صار فريق من الشيعة في حيرة وارتباك، وفي تلک الظروف الصعبة كان السید أحمد بن موسی(ع) من الذين أكدوا على إمامة الإمام الثامن منذ البداية وتحملوا صعوبات كثيرة لجمع الشيعة حول محور الإمام الرضا (ع).
وذكر متولي العتبة الرضویة أن السید شاه تشراغ (ع) لعب دورا هاما في جمع الشيعة حول الإمام الثامن (ع) وضحى بحياته بهذه الطريقة من أجل الإمامة والولاية، وقال: لقد كان دور السید أحمد بن موسى (ع) والسیدة فاطمة المعصومة (ع) في مواجهة مؤامرة المأمون والقضاء علیها، وكذلك دعم الأهداف المقدسة للإمام الرضا (ع)، فريدا من نوعه. وكان لهاتين الشخصيتين العظيمتين دور كبير في تحقيق أهداف الإمام الرضا (ع) وإحباط مؤامرات المأمون.
تعليقك