بحسب موقع«آستان نيوز»، إذا قمت بزيارة حرم الإمام الرضا (عليه السلام) الشریف في أي وقت، ستری الأماكن المقدسة مليئة بالزائرین الذين أتوا لزیارة العتبة المقدسة من مختلف دول العالم، والذين يتراوح عددهم بين 5 الی 7 ملايين زائر سنويا، وهذا الحجم الكبير من الحضور يتطلب تقديم الخدمات والبرامج التي يجب على إدارة الزائرین غیر الإیرانیین في الحرم الرضوي الشریف تنفيذها وفقا لاحتياجات هؤلاء الزوار.
یعتبر الأطفال واليافعون المخاطب الرئیس لهذه البرامج الخاصة، والتي تولیها هذه الإدارة اهتماما بالغا وتقدم لهم العديد من الحزم الثقافية والدينية والترفيهية في مناسبات مختلفة، ومعظم هذه البرامج لها نهج یرتکز على التعاليم الدينية بحيث يعيش الأطفال في هذه البقعة المقدسة لحظات لا تنسى ملیئة بالمعرفة والوعي.
یتابع حجة الإسلام والمسلمین السيد محمد ذو الفقاري، مدير ادارة الزائرین غير الإيرانيين في العتبة الرضوية المقدسة، وصف التدابير والبرامج التي تم تنفيذها للأطفال خلال العام ويقول: في مناسبات مثل إحياء أيام مولد واستشهاد الأئمة المعصومین (ع) ، نقیم برامج متنوعة ومختلفة في جو روحاني وهادف للأطفال واليافعين من أجل تعريفهم بتعاليم أهل البيت (ع) والقیام بخطوة مؤثرة في التعليم الديني وتعزيز القيم الروحية فيهم.
ویضیف: من هذه البرامج التي أقيمت في عشرة الولاية وبمناسبة عيد الأضحى المبارك وولادة الإمام الهادي (ع) وعيد الغدير، برنامج خاص باسم « عطر الولایة» تم تنفيذه بشكل مستقل حسب المناطق الجغرافیة واللغات المختلفة، منها غرب آسيا وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندیة وأوروبا، لمختلف الفئات العمرية، وكان فيه استفادة من بركات هذه الأيام والتعبير عن الحب والإخلاص لأهل بیت النبوة(ع) مضافا إلى أنه كان سببا في تحقق الألفة بین قلوب الأطفال.
وأضاف: في إطار هذا البرنامج، نظمنا تجمعا للأطفال واليافعين بعنوان « أنا غديري»، وعرضا مسرحيا بعنوان « شمس الغدير» باللغة العربية، ومجموعة أناشید بعنوان «ثامن الشموس» بخمس لغات مختلفة، كما أوجدنا لحظات لا تنسى للأطفال وعرضنا التنوع الثقافي.
تجربة مختلفة من الحب والوحدة بين المسلمين
وقال حجة الإسلام الدکتور ذو الفقاري إن برنامج « یوم الناصفة» هو أحد البرامج التقليدية الأخرى الخاص بالدول العربية، الذي أتاح فرصة للأطفال للقاء أصدقائهم وأقاربهم وتهنئة بعضهم البعض تقديرا لحبهم وإخلاصهم لأهل البيت(ع).
وشرح تفاصيل هذه المراسم قائلا: بمناسبة ذكرى ميلاد منقذ الإنسانية الإمام المهدي (عج)، تم تنفيذ هذا العمل الجديد والخلاق بمشاركة 14 طفلا ويافعا من الدول العربية، وزار هؤلاء الأطفال الذين ارتدوا زیهم التقلیدي بعض مسؤولي العتبة المقدسة لبضع دقائق لتقدیم التهاني والتبریکات بعيد ميلاد إمام الزمان (عج) وشكرهم على جهودهم المبذولة في العتبة المقدسة.
وأضاف حجة الإسلام ذو الفقاري: هذا الاحتفال لا يساعد فقط على نشر وتعزیز الثقافة الإسلامية وحب أهل البيت (عليه السلام)، ولكنه یعتبر خطوة مؤثرة نحو التعليم الديني للأطفال واليافعين غير الإيرانيين ويصور تجربة فريدة من الحب والوحدة بين المسلمین.
« هل هلالک یا رمضان»؛ مراسم الترحیب بشهر الله
يقول مدير الزائرین غیر الإیرانییین في العتبة الرضوية المقدسة: شهد حرم الإمام الرضا(ع) الطاهر هذا العام إقامة طقوس « هل هلالک یا رمضان» التقليدية، وهو حفل متجذر في قلوب الدول الإسلامية، وخاصة الدول العربية، تقدم فیه التهاني بقدوم شهر رمضان المبارك بطريقة مختلفة.
وأوضح: هذا الحفل الذي أقيم بحضور أطفال ويافعين غير إيرانيين رافقته أجواء وروحانية خاصة، وهنأت مجموعات من الأطفال واليافعين يحملون الفوانيس وهم ینشدون قصائد جميلة في مدح أهل البيت(ع) وبركات شهر رمضان، زوار الإمام الرضا(ع) ومجاوريه بحلول هذا الشهر الفضیل في العتبة الرضوية المقدسة بطريقة مختلفة وجميلة.
وتابع حجة الإسلام ذو الفقاري: في هذا الحفل، عبر 40 طفلا ويافعا من 14 جنسية مختلفة يحملون فوانيس مضیئة في أيديهم، صحون وأروقة الحرم المختلفة وأنشدوا أهازیج الحب والإيمان التي تصف شهر رمضان المبارك وبشروا ببداية الضیافة الإلهیة.
وعلى حد قوله فإن هذه اللفتة الرمزية خلقت جوا مليئا بالنور والروحانية علی أعتاب شهر رمضان المبارک، واستقبل الأطفال شهر الله بأناشید جميلة. إن حضور هؤلاء الأطفال من جنسيات مختلفة أعطى الحفل طابعا عالميا ونقل رسالة وحدة وتکاتف لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم.
« بشائر المیلاد» مهرجان رائع في عشرة الکرامة
وتابع حجة الإسلام ذو الفقاري: بفضل الله سبحانه وتعالى وبمباركة ثامن الأئمة (ع)، أقيم برنامج ثقافي وديني خاص « بشائر المیلاد» لزوار الإمام الرضا(ع) من الأطفال الناطقين بالعربية في الحرم الرضوي خلال أیام عشرة الکرامة. أتاح برنامج بشائر المیلاد الفرصة للزوار والضيوف الناطقين باللغة العربية للاستمتاع ببركات هذه الأيام بفرح وسعادة وتخلید ذكرى أهل البيت (ع) في قلوبهم.
وأضاف: من أهم البرامج المؤثرة حفل تکلیف فتيات من 15 جنسية مختلفة، مما أتاح فرصة فريدة للفتيات للتعرف على الثقافة الإسلامية الغنية واتخاذ خطوات على طريق النمو الروحي.
كما قام أطفال ومراهقون من 15 جنسية برسم أكبر لوحة تحمل موضوع الإمام الرضا (ع) مستخدمین ألوانا بهيجة وعرضوا إبداعهم أمام الجمیع.
مسابقة الحفاظ على زيارة عاشوراء وزيارة وارث
واعتبر مدير ادارة الزائرین غیر الإیرانیین في العتبة الرضوية المقدسة أن مسابقة الحفاظ علی زیارة عاشوراء وزیارة وارث التي تقام في شهري محرم الحرام وصفر تهدف إلى نشر ثقافة عاشوراء وتقوية الأسس الدينية وتثقيف جيل الشباب بين الزائرین اليافعين الناطقين بالعربية.
وأضاف: لاقى هذا البرنامج ترحيبا واسعا من قبل اليافعين وعائلاتهم وأصبح فرصة للأطفال واليافعين لتعزيز مهارات حفظ الأدعیة في الأجواء الروحانية للعتبة الرضویة المقدسة. وكانت الآثار الإيجابية لهذا المشروع واضحة على تربیتهم الدينية، حيث أعرب أولياء الأمور أيضا عن رضاهم عن النتائج، مما يدل على نجاح هذا البرنامج في تعزيز الروح الدينية والمذهبیة لأطفالهم.
أكبر لوحة رسمها أطفال العالم الإسلامي في الحرم الرضوي
كما تحدث مدير ادارة الزائرین غير الإيرانيين في العتبة الرضوية المقدسة عن عمل فني: تم تنفيذ تصميم أكبر لوحة للأطفال في العالم الإسلامي في الحرم الرضوي للعام الثاني على التوالي وأصبح أحد أبرز البرامج الثقافية التي تقام في أیام عشرة الکرامة.
وأوضح: وضعت لوحة قماشية ضخمة بمساحة 80 مترا مربعا في فناء صحن الغدير، وبدأ 650 طفلا ويافعا من 15 جنسية مختلفة من العالم الإسلامي بالرسم بحماس، بالتزامن مع ذلک، تم توفير مساحة خاصة للأطفال دون سن 6 سنوات حتى يتمكنوا من الرسم مع الآخرین.
وأضاف حجة الإسلام ذو الفقاري: كان أحد الأقسام الممتعة في هذا الحفل هو أداء نشيد بلغات متعددة وبرنامج « العم روحاني» السعید، الذي لاقى إقبالا ممتازا من الأطفال. تم تخلید هذا الحدث ليس فقط كاحتفال، ولكن أيضا كرمز لتضامن ووحدة الأطفال المسلمين في ظل الحرم الرضوي الشریف.
عظمة احتفال تکلیف الفتیات الدولي
وتابع حجة الإسلام السيد محمد ذو الفقاري، مدير ادارة الزائرین غير الإيرانيين في العتبة الرضوية المقدسة، مشیرا إلى أن بلوغ سن التکلیف من أهم مراحل حياة كل شخص، وقال: أقيم احتفال کبیر بمناسبة لسن التکلیف في العتبة المقدسة للإمام الرضا (ع) بحضور أكثر من 550 فتاة بلغت سن التکلیف حديثا من 17 دولة إسلامية بهدف شرح مكانة العبودية، وتم إجراء برامج متنوعة تشمل إنشاد الأناشید والمسابقات الثقافية وكتابة المذكرات وقراءة القسم.
وفي الختام، أضاف مدير ادارة الزائرین غير الإيرانيين في العتبة الرضوية المقدسة: كان أحد أكثر الأجزاء تأثیرا في هذا الحدث هو إهداء تاج العبودية للفتيات المکلفات حديثا، والذي یمثل بداية مرحلة جديدة من حياتهن الدينية، ورافقت هذه اللحظة العاطفية دموع الفرح من العائلات، والتي حفرت في أذهان المشاركين كذكرى حلوة ودائمة.
إن حب ومودة الشيعة لأهل البيت (ع) ولنبي الإسلام(ص) حب لامثیل له، هؤلاء المحبون والموالون الذين، كلما وطأت قدمک العتبة المقدسة للإمام الرضا (ع)، تراهم يطوفون حول حرم شمس الشموس(ع).
رمز الخبر 4834
تعليقك