متحف السجاد الرضوي، مرآة تجلي الثقافة والفن الإيراني

مجموعة فريدة من السجادات بأحجامها المختلفة، ولوحات السجاد، بتصاميم وأنماط تبهر العيون وتثير الخيال، بألوان متنوعة، في مكان هادئ وأجواء ساحرة، "إنه متحف السجاد في العتبة الرضوية المقدسة"، هنا جمعت قطع فريدة وخلّابة من السجاد الإيراني اليدوي الأصيل، لتكون تعبيرا عن جزء من ثقافة وفنون أهالي هذه الديار في مختلف العصور والأزمنة، وهي أيضا تحكي قصص محبة وولاء لأنيس النفوس الإمام الرضا(ع) في قلوب الحائكين، الذين حاكوها بمحبة وإخلاص بنية تقديمها هدية لحرم ثامن الأئمة(ع).

بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسجاد في إيران وهو يوم ۹ حزيران/يونيو، وللتعرف أكثر على متحف السجاد في العتبة الرضوية، أجرى موقع "العتبة نيوز" الحوار التالي مع السيد عبد الحسين ملك جعفريان رئيس إدارة مكانز متحف العتبة الرضوية المقدسة.
 تاريخ متحف السجاد
في متحف العتبة الرضوية القديم كان هناك مضافا إلى مختلف المقتنيات التاريخية ثلاث سجادات عتيقة تعود إلى العهد الصفوي، وفي العام ۱۹۷۷ ومع إنشاء المتحف الرضوي الجديد وافتتاحه تمّ عرض المزيد من السجادات فيه، وإنّ التزايد المضطرد في عدد السجاد النفسية المهداة إلى الحرم الرضوي الشريف استوجب إحداث مكنز خاص بالسجاد في مبنى متحف القرآن الكريم والنفائس وكان ذلك في العام ۱۹۸۸.
وفي العام ۲۰۰۴ وبرعاية من متولي العتبة الرضوية حينها المرحوم الفقيد آية الله الواعظ الطبسي، تمّ البدء بتشييد بناء خاص لعرض مقتنيات السجاد النفيسة، وذلك في صحن الكوثر في الحرم الرضوي الشريف، وجرى تزويد هذا البناء بأحدث التقنيات المتحفية، من قبل أنظمة إطفاء الحريق، ونظام الإضاءة المتحفي، ونظام التكييف، وقد افتتح البناء في العام ۲۰۱۰.
كيفية ترتيب عرض المقتنيات
تبلغ المساحة الإجمالية لمتحف السجاد ستة آلاف و۶۴۶مترا مربعا، ويتألف من ثلاث طوابق عرض، وطابق واحد مخصص لمشغل العمل. انطلاقا من أنّ إيران هي مهد حياكة السجاد في العالم، ولكل منطقة فيها أسلوبها الخاص في هذا الفن القيم؛ فقد راعى متحف السجاد الرضوي هذا الاختلاف في ترتيب عرض السجاد، وبناء عليه فإن كل جزء من المتحف ينتمي إلى منطقة محددة من إيران.
حاليا يتم عرض ۱۰۲ سجادة مع بسط محاكة يدويا كانت تستخدم كنوع من السروج للخيل والإبل، وتنتمي تلك السجادات إلى حقب تاريخية مختلفة منذ العصر الصفوي وحتى اليوم. بعضها تمت حياكته كعمل فني مخصص للعرض، وبعضها الآخر كان يستخدم عمليا في فرش الأرضيات، أو كغطاء للضريح المقدس، أو سجادات الصلاة، وغيرها من الاستخدامات.
ثلاث سجادات فائقة الروعة تنتمي إلى حقب تاريخية مختلفة
ومن أروع السجادات في متحف السجاد في العتبة الرضوية المقدسة سجادة بتصميم ونمط منثور الشاه عباس (بالفارسية: افشان شاه عباسی)، وقد تمت حياكتها في مدينة مشهد، وبحسب الوثائق فقد وقفها الشاه عباس صفوي على الحرم الرضوي الشريف في أواخر القرن التاسع الشمسي. ومن اللافت استخدام الجلابتون الفضي في نسيج هذه السجادة. ومن بين السجادات الرائعة الأخرى الموجود في هذا المتحف، يمكن أن نذكر سجادة ذات تصميم محرابي مشجّر تمت حياكتها في مدينة كرمان في منتصف القرن الثالث عشر الشمسي، خلال فترة القاجار. واللافت في تصميم هذه السجادة احتوائه على نقش شجرة ترمز إلى شجرة طوبى في الجنة. وتعد لوحة السجاد المسماة المعراج من الأعمال الرائعة في الفترة المعاصرة. قام حسن نظامي دوست بحياكة هذا العمل الفني في تبريز عام ۱۹۹۵ وتم إهداؤه إلى متحف السجاد من قبل محمد علي فلسفين عام ۲۰۰۵. السمة المميزة لهذه السجادة هي ملمسها فائق النعومة، حيث أنها تحتوي على أكثر من مليون عقدة، وتعتبر من أدق أنواع السجاد الذي تم نسجه بأيدي البشر في العالم.
السمة المميزة لمتحف السجاد في الحرم الرضوي
مضافا إلى الغنى الكبير الذي يتميز به متحف السجاد في العتبة الرضوية، فإنّ ما يجعل هذا المتحف مميزا وفريدا من نوعه هو كيفية وصول قطع السجاد إلى المتحف، إنّ المتحف يحوز على مقتنياته عبر سنة الوقف الحسنة، وعبر الإهداء والتبرع من قبل المؤمنين الذين يرجون تقديم أفضل وأثمن ما لديهم إلى حرم الإمام الرضا(ع) يدفعهم إلى ذلك الإيمان والولاء والمحبة للدين ولأهل البيت عليهم السلام، وهذا ما يجعل مقتنيات متحف السجاد مختلف ومتمايزة عن غيرها من المقتنيات في المتاحف الأخرى.
حوار وإعداد: آرزو مستأجر حقيقي

رمز الخبر 4531

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha