وفقا لتقرير "العتبة نيوز" أقيمت هذه المراسم صباح يوم السبت 9 آذار/مارس في قاعة القدس في حرم الإمام الرضا(ع)، وذلك بحضور فضيلة الشيخ أحمد المروي متولي العتبة الرضوية المقدسة، وآية الله علم الهدى إمام صلاة الجمعة في مشهد، وجمع من المسؤولين في المحافظة، وحشد من خدام مرقد ثامن الحجج(ع) ومجاوريه.
وقد ألقى آية الله السيد أحمد علم الهدى ممثل الولي الفقيه في خراسان وإمام الجمعة في مشهد كلمة في المناسبة قال فيها: كان المرحوم آية الله الواعظ الطبسي طيلة عمره الشريف صادقا مخلصا للمرحوم الإمام الخميني(ره) ولسماحة السيد قائد الثورة، وكان مضرب المثل في هذا الصدق.
وأضاف: بعد انتصار الثورة الإسلامية، تولى المرحوم الطبسي إدارة العتبة الرضوية المقدسة، كما كان له دور فاعل في إدارة الأمور في محافظة خراسان، ورغم صعوبة المهمة والتحديات الكبيرة التي كانت موجودة آنذاك استطاع بحنكته وإدارته القوية وعلمه الغزير أن ينجز المهمة على أفضل وجه.
كما ألقى سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة كلمة في هذه المراسم أكدّ فيها أن زهد المرحوم آية الله الطبسي وحياته البسيطة يجب أن تكون قدوة وأسوة يحتذى بها من قبل مسؤولي البلاد.
وأضاف فضيلة الشيخ المروي: لقد كان المرحوم آية الله الطبسي خادما صادقا ومخلصا لمرقد ثامن أنوار الولاية والإمامة، وكان ثروة كبيرة للنظام الإسلامي، واليوم نحن نجتمع في هذه المراسم للتعريف بتراثه الإداري القيّم والفاعل، ونحن يقع على عاتقنا واجب صون هذا التراث وهذا التاريخ، وألا نسمح بنسيان هذه الخدمات الجليلة أو الحط من شأنها.
وقال مشيراً إلى المشاق والمعاناة التي تعرض لها آية الله الواعظ الطبسي خلال فترة حكم الطاغوت الشاهنشاهي من خلال ثباته على المواقف الثورية ومناصرته لحركة الإمام الخميني(ره): إن هذا العالم المجاهد استمر برسوخ وصلابة مناصرا للنظام الإسلامي حتى بعد انتصار الثورة، ودافع بثبات عن الحكومة الإسلامية وعن الخط الواضح للإمام الراحل وخط سماحة السيد قائد الثورة.
وأوضح سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة أنّ إدارة المرحوم الطبسي كانت تتصف بالقوة والفاعلية والابتكار والتغيير، وقال: كان الإخلاص من أهم خصال المرحوم آية الله الواعظ الطبسي، فقد كان يخدم مولانا الإمام الرضا(ع) وحرمه الطاهر بمنتهى الإخلاص والتفاني.
وقال: حقّ التولية حق قانوني وشرعي لمتولي الحرم الشريف؛ إلا أنّ المرحوم الطبسي لم يأخذ من هذا الحق ولو حتى ريال واحد، بل صرفه كاملا في شؤون الحرم المطهر والأمور الخدمية والثقافية فيه.
وفي جزء آخر من كلمته أشار فضيلة الشيخ المروي إلى الخدمات الخالدة التي قدمها آية الله الواعظ الطبسي في مختلف المجالات، ومنها: توسعة أورقة وصحون العتبة المقدسة من حوالي 90 ألف متر مربع إلى مليون متر مربع، وإنشاء الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، وجامعة الإمام الرضا عليه السلام، وإعادة بناء وتوسيع المكتبة المركزية في العتبة الرضوية المقدسة، وتأسيس مجمع البحوث الإسلامية وأكثر من 36 مكتبة عامة في مشهد والمدن الأخرى، وتأسيس المستشفى الرضوي، ومراكز الترفيه والرياضة، وإحياء البقاع المتبركة، ومحطات الإقامة والاستراحة الطرقية، وإعادة إعمار مدينة الهويزة، وصيانة موقوفات العتبة وإحياء الكثير منها.
هذا وقد شهدت هذه المراسم عرض الرسالة المصورة لآية الله الجوادي الآملي، وأيضا قراءة رسالة آية الله جعفر السبحاني لمراسم التكريم.
وقد أكدّ آية الله الجوادي الآملي أنّ المرحوم الطبسي قد قدم بإدارته الصحيحة وتدبيره التام خدمات جليلة للنظام الإسلامي المبارك.
وجاء في رسالة آية لله جعفر السبحاني للمراسم أنّ المرحوم الطبسي (قدس سره) تسلم تولية العتبة الرضوية المقدسة من يد الإمام الخميني (أعلى الله مقامه)، وكان يجهد ليل نهار لإصلاح الخلل والنواقص التي كانت موجودة سابقا في إدارة هذا المكان المقدس قبل انتصار الثورة، فقدم خدمات كبيرة، ومن رأى العتبة قبل إدارته ورآها بعد سنوات من ذلك سوف يدرك الحجم الكبير للتغيير والتطور الحاصل فيها، ولم تقتصر خدماته على توسعة أورقة وصحون الحرم الشريف، بل لقد قدّم المرحوم كلّ الدعم للحوزة العلمية في خراسان، وأولى اهتماما بالغا للأمور الثقافية والعلمية.
تعليقك