العودة إلى القرآن هو السبيل الوحيد لحل مشكلات العالم الإسلامي

اعتبر سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة أنّ السبيل الوحيد لحل مشكلات وأزمات العالم الإسلامي هو العودة إلى تعاليم القرآن الكريم.

وفقا لتقرير "العتبة نيوز" ألقى فضيلة الشيخ أحمد المروي كلمة في المراسم الافتتاحية للمرحلة النهائية لمسابقات القرآن الكريم الوطنية الخاصة بالقرى والعشائر، والتي تقيمها وزارة الجهاد الزراعي، ويشارك فيها ۱۴۰ قارئا، وتستضيف مدينة مشهد هذه المرحلة من المسابقة في حرم الإمام الرضا(ع). سماحته أوضح في كلمته أنّ القرآن الكريم، وهو معجزة النبي الأكرم(ص)، كتاب لا نظير له ولا مثيل، ولا يمكن لبشر أن يأتي بمثله أبدا، وقد حاول بعض الكفار في صدر الإسلام أن يأتوا بمثل آياته الشريفة إلا أنّ مساعيهم باءت بالفشل الذريع، فثبتت عدم قدرة البشر على الإتيان بنظير للوحي الإلهي المقدس.

كما أشار فضيلته "إلى معجزات الأنبياء عليهم السلام على مرّ التاريخ، وقال: كان للأنبياء عليهم السلام دائما معجزات تثبت نبوتهم، وكانت ميزة تلك المعجزات أنها تتناسب مع عصر وبيئة النبي المرسل والثقافة الغالبة في ذلك العصر، وكانت تلك المعجزات مقتصرة على زمان حياة النبي، وبعد رحلته تنتهي تلك المعجزة، ولكنّ القرآن الكريم معجزة الرسول الأكرم(ص) ما زالت مستمر بعد أكثر من ألف وأربعمئة عام على نزول الوحي، وهي ما زالت معجزة حية تهدي الناس وترشدهم إلى الحياة الطيبة.

متولي العتبة الرضوية أضاف: القرآن الكريم معجزة للبشرية جمعاء، وهي معجزة مستمرة إلى يوم القيامة، وهو كتاب ينقذ الناس من الضلال والجهالة والشقاوة ويهديهم إلى الرشاد والسعادة والفلاح والقرب الإلهي، وتستطيع آيات القرآن الكريم أن تنفذ إلى أعماق القلوب والأنفس لتصنع فيها التغيير نحو الخير.

وقال: كانت بعثة النبي الأكرم(ص) في عصر ابتعد فيه الناس كل البعد عن القيم الإنسانية؛ فكان فخرهم ومبعث عزهم التحارب والاقتتال وسفك الدماء والسلب والنهب ووأد البنات، إلا أنّ الرسول الأعظم(ص) استطاع ببركة القرآن الكريم أن يحيي الفطرة الإنسانية وأن يصنع بين العرب، الذين كانوا بعيدين عن الثقافة والأدب والإنسانية، أكبر وأفضل حضارة بشرية عرفها التاريخ.

واعتبر فضيلة الشيخ المروي أنّ الظروف الصعبة التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم إنما جاءت نتيجة للبعد عن القرآن الكريم وهجرانه، وقال: لقد منح القرآن الكريم المسلمين العزة والمكانة السامية، وببركة القرآن الكريم صار المجتمع الإسلامي يوما ما القدوة في تاريخ الحضارة البشرية، وفي تطوير ونشر العلم في العالم، ولكن للأسف يوجد اليوم بون شاسع بين المسلمين وبين القرآن الكريم.

وأشار سماحته إلى الجرائم المهولة التي يرتكبها الاستكبار العالمي بحق المسلمين في العصر الراهن وقال: في زمان سابق كان القرآن الكريم فاتحا للقلوب والبلاد، ولكن للأسف اليوم صار أكثر من مليار مسلم أسرى في يد عدة ملايين من الصهاينة، اليوم تحصل جرائم فظيعة في غزة ولكن لا نرى ردة فعل من أكثر المسلمين، ألم يضع القرآن الكريم بين أيدينا خطة العمل المناسبة في مثل هذه الظروف؟ لوعملنا بتعاليم القرآن الكريم لم تكن لهذه الحوادث أن تحصل اليوم، ولم يكن الصهاينة ليستطيعوا احتلال المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى.

وأوضح متولي العتبة الرضوية المقدسة أنّ ظاهر القرآن حاضر اليوم في الأمة الإسلامية، إلا أن تعاليمه وأوامره مهجورو ومتروكة، وقال موجها النصح للقرّاء: قراءة القرآن الكريم وحفظ ظاهره أمر مهم وقيم للغاية، ولكن يجب علينا ألا نكتفي بالقراءة، الأمر الموجب للكمال والسعادة والتطور في الإنسان هو العمل بالقرآن الكريم.

فضيلة الشيخ المروي أشار إلى أنّ القرآن الكريم  هو من جملة الشفعاء في يوم القيامة، حيث يشفع للعاملين به، وقال: الموجود بين أيدينا هي الصورة الدنيوية للقرآن الكريم، والصورة الحقيقية للقرآن الكريم سوف تظهر في عالم الآخرة، فليس في هذه الدنيا بسبب طبيعتها إمكانية الفهم والإدراك الحقيقي للقرآن الكريم.

رمز الخبر 3898

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha