وفي حوار مع موقع "العتبة نيوز" قدم مدير النظارة على الموقوفات في العتبة الرضوية المقدسة شرحا تفصيليا عن آلية عمل النظارة وأهدافها، وفيما يلي نص الحوار.

في بداية الحوار أشار الدكتور رضائي إلى مكانة العتبة الرضوية المقدسة في مجال الأوقاف، وقال في ذلك: تعدّ العتبة الرضوية أكبر مجموعة وقفية في العالم الإسلامي، وحاليا يوجد الكثير من الوثائق التي تتحدث عن الموقوفات على العتبة في مختلف الأزمنة والعصور.

كما عرّج في حديثه على موضوع أركان الوقف، حيث قال: للوقف أركان هي: الواقف، والموقوف عليهم، والعين الموقوفة، ومتولي الوقف والقيم أو الناظر، والواقف هو الذي يقف ماله، والموقوف عليهم هم الذين يوقف المال لصالحهم، والعين الموقوفة هي المال الذي يتم وقفه، والقيم أو الناظر هو الشخص أو الجهة التي يعينها الواقف للناظرة على الوقف، وفي الحقيقة لا يصح عقد الوقف دون توفر هذه الأركان وتوفر شروطها الصحيحة.

 مسؤولية ناظر الوقف

وأشار الدكتور رضائي إلى أهمية مسألة النظارة في باب الوقف، وقال: مهمة الناظر أو القيم هي التأكد من حفظ الموقوفة ووصول عوائدها إلى الموقوف عليهم، فالوقف هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، وهذا التعريف مأخوذ من الحديث النبوي وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: حبّس الأصل وسبّل الثمرة. وفي السنوات الأخيرة تم إحداث مديرية النظارة على الأوقاف، ومهمتها النظارة وحفظ  الموقوفات وإدارة شؤونها واستثمارها.

حق تعيين ناظر الوقف

وفيما يتعلق بتعيين ناظر الوقف قال رضائي: عندما يقوم شخص مؤمن بالوقف على حرم الإمام الرضا(ع) يمكن له أن يعين قيما وناظرا على وقفه؛ مثلا أحد أبنائه أو متولي العتبة، وبناء عليه لكثير من الموقفات ناظر معين من قبل الواقفين أنفسهم، والبعض الآخر من الواقفين يضعون هذه المسؤولية في عهدة متولي العتبة الرضوية.

مجلس فقهاء الوقف في العتبة المقدسة

وتابع مدير النظارة على موقوفات العتبة الرضوية قائلا: تتم النظارة على الوقف وفقا للأحكام الشرعية والنظم الأساسية في العتبة، وبناء عليه تم تحديد لائحة واضحة بهمام وأهداف النظارة، لذلك فإنّ النظارة التي نقوم بها تتم وفق منهج محدد وشامل مع مراعاة الجانب الشرعي للوقف والنظارة على تنفيذ نية الواقف، وأضاف: انطلاقا مما سبق عمدت تولية العتبة الرضوية إلى تشكيل مجلس فقهي من تسعة أعضاء من فقهاء طهران وقم ومشهد، ويعقد هذا المجلس جلساته دوريا مرة واحدة في الشهر، ويقدم الإجابات عن الأسئلة الفقهية المرتبطة بمجال الوقف وإدارة الموقوفات.

التنفيذ الكامل والدقيق لنيات الواقفين والتكيف مع ظروف اليوم

ينبغي تقييم أداء الناظرين وفق عدة مؤشرات؛ منها مدى تنفيذ نيات وأهداف الواقفين، حيث يقول الدكتور رضائي حول هذا المؤشر: تقريبا لا يوجد في العتبة الرضوية أيّ موقوفة لا يتم تنفيذ نية وهدف الواقف لها، بل يتم تنفيذ جميع نوايا الواقفين وأغراضهم بحذافيرها، وبأعلى مستوى من التطابق، وفي هذا الصدد إذا ما كان هناك اليوم موقوفات لا يمكن تنفيذها بسبب تغيّر ظروف الزمان يتم إيجاد وظيفة جديدة لها تتناسب مع وظيفتها الأولية، فعلى سبيل المثال، في السابق، كانت لیة الغنم تستخدم للحرق وتأمين الإنارة، وبعض الواقفين وقفوا أموالا لتستخدم عوائدها في شراء لية الغنم بغرض الإنارة، وباعتبار أنّ ذلك لم يعد موجودا اليوم يتم صرف عوائد هذه الموقوفة على تكاليف الكهرباء وإنارة الحرم الشريف.

كما يوجد أعيان موقوفة لم يعد لها أيّة عوائد، مثلا طاحونة قمح هوائية، أو قناة ماء جفت منذ سنوات طوال، حيث نقوم باتخاذ الإجراءات التي تكفل استثمار هذه الموقوفات والحصول على عوائد منها.

تقديم الاستشارات للواقفين

ومن المهام الأخرى لمديرية النظارة على الموقوفات تقديم الاستشارات للواقفين، يقول الدكتور رضائي في هذا الشأن: بالنظر إلى أنّ الجزء الرئيس من ميزانية العتبة الرضوية المقدسة التي تصرف على خدمات الزائرين هي من عوائد الموقوفات؛ فمن المهم أن تكون أهداف الموقوفات ونيات الواقفين متناسبة مع احتياجات وبرامج العتبة، وبناء عليه يقدم زملاؤنا الاستشارات اللازمة للواقفين ليتمكنوا من تعيين السبل الأفضل لصرفا عوائد موقوفاتهم بما يتناسب مع أهداف العتبة الرضوية من تقدم الخدمات للزائرين، والمساهمة في دعم الفئات المحتاجة في المجتمع.

الشفافية والمتابعة المستمرة

وتابع الدكتور رضائي قائلا: في الحقيقة الموقوفات أمانة في أيدينا، ولا يمكن أن نصرف عوائد الوقف إلا حيث فيما حددها الواقف، ويقع على عاتق الجميع مسؤولية تجاه الموقوفات وعوائدها، ويجب أن نحرص كل الحرص على مراعاة حقوقها بدقة، وأضاف: من الخدمات الأخرى التي نقدمها في مجال الوقف الإجابة عن جميع أسئلة الواقف واستفساراته، والنقطة الأخرى المهمة هي الأداء والشفافية، وفي هذا الصدد هناك عملية مراقبة وجرد مستمرة لموقوفات العتبة الرضوية، حتى نصل في إدارتها إلى أفضل المستويات.