وفقا لموقع «العتبة نيوز»، وصف حجة الإسلام والمسلمین الدكتور علي خياط مدير حوزة خراسان العلمیة، في هذا البرنامج الذي أقيم في مدخل قاعة القدس بالمكتبة المرکزیة للعتبة الرضوية، الشعور بالهوية بأنه أحد أهم القضايا الضرورية لبقاء أي مجموعة.
القضاء علی الهوية، خطوة نحو خسارة الاستقلال الوطني
وذكر الدکتور خیاط: بمجرد فقدان الإحساس بالهوية لدى جماعة ما، ستنهار تلك الجماعة وتزول، لذلک فإن الأمم والشعوب والدول تؤکد على مسألة الهوية حتى تحافظ على استقلالها، ومن يريد القضاء علیها يسعى لإبعادها عن هویتها.
وفي هذا الصدد، أشار حجة الإسلام والمسلمین علي خياط إلى حقبة من الوجود البريطاني في إيران، الذي حاول طمس هوية الشعب الإيراني بکل قوته.
وأضاف: القوى الغربية تسعى دائما إلى القضاء علی الهوية الإسلامية للمسلمين ، وعندما تضعف هذه الهوية وتتلاشی ستحقق القوی الإستعماریة أهدافها.
ووصف مدير حوزة خراسان العلمیة الإهانات التي حدثت بين مجموعة من الناس بأنها مثال واضح على الابتعاد عن الهوية.
ووصف علي خياط النسخ الخطیة المتبقية من قرون مختلفة بأنها جزء من الهوية الدينية والوطنية وقال: لقد حاولوا لسنوات عديدة إلغاء مصداقية القرآن، لكن وجود نسخ من القرآن تعود للقرن الأول، تمنح القرآن الأصالة، وهذا التراث المكتوب من السبل لتحدید الهویة وترسیخها.
ودعا إلى تقديم هذا التراث بأشكال مختلفة كنوع من تعريف المجتمع بهويته، وأعلن استعداده لجمع هذه الآثار القیمة من المدارس الحوزوية القديمة من أجل الحفاظ على هذا التراث وحمایته من الإندثار.
مِن الجمع إلى البحث
اعتبر حجة الإسلام والمسلمين السيد جلال حسيني، رئيس منظمة المكتبات والمتاحف والتوثيق في العتبة الرضویة المقدسة ، أن جمع وتوفير وحفظ وصيانة الموارد التراثية من المهام التي تسعی هذه المنظمة لتحقیقها، و من أجل الوصول لهذا الهدف تم إنشاء مخازن تبلغ مساحتها ( ۹۰۰۰ مترا مربعا) للحفاظ علی المخطوطات والکتب الأثرية.
ووصف ترميم الآثار وإتاحتها للباحثين وترميم الأعمال من خلال بحثها وتحقیقها وغيرها من التدابير المتخذة في هذا المجال، وقال: وفي هذا الصدد تم وضع أكثر من (۲۰) ألف مخطوطة على موقع المكتبة الرضوية الرقمية لتسهيل وصول الباحثين إليها، وسيصل هذا العدد إلى (۵۰) ألف نسخة في المستقبل القریب إن شاء الله.
هاجس الحفاظ على التراث
قال أبو الفضل حسن آبادي، مدير مركز المخطوطات في مكتبة العتبة الرضوية المركزية، إن الحفاظ على التراث الشيعي و تراث العالم الإسلامي هو السبب في جمع موارد قيمة من القرون الأولى للإسلام حتى الآن في مکتبة العتبة الرضویة المقدسة.
ووصف مسألة إیداع المخطوطات کأمانة في مکتبة العتبة الرضویة المرگزیة، بأنها من الإجراءات الجيدة التي تم اتخاذها في مجال الحفاظ على تراث حوزة خراسان العلمیة.
وأدرج مدرسة الإمام الصادق (ع) في مدینة طبس، ومدرسة غلشن « گلشن» في مدینة نيشابور ، ومدرسة الإمام الصادق (ع) في مدینة جالوس، من ضمن المدارس التي اتخذت خطوات لإیداع المخطوطات الموجودة لدیها کأمانة في مکتبة العتبة ، وقال أن هذه المدارس سلمت أكثر من ۱۳۴۰ مخطوطاً و ۱۴۳۷ نسخة حجرية لمرکز المخطوطات وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيمها وصيانتها ونشرها.
وقال حسن آبادي: منذ العام الماضي، وخلال عملیات جمع تراث حوزة خراسان العلمیة، تم القيام بأعمال لتنشيط مكتبات مدارس الحوزة العلمية ، وفي هذا الصدد، تم جمع أكثر من ۲۸۲ مخطوطة و ۱۴۰۰ مطبوعة حجرية من هذه المدارس.
وقال أن المدرسة العلمیة الهراتية في مدینة تربة حيدرية، ومدرسة أهل البيت (ع) العلمیة ومدرسة الفخرية في مدینة سبزوار، والمدرسة السليمانية في مدینة مشهد، ومدرسة نور الزهراء، ومدرسة الجعفرية العلمیة في مدینة زهان، من المدارس العلمیة التي أودعت مخطوطاتها وکتبها التاریخیة کأمانة في مکتبة العتبة الرضویة، وأضاف: بعد نقل النسخ يتم استخراج موضوعات بحثية جديدة.
الأشیاء التي تم الکشف عنها
من بين المخطوطات التي تم جمعها من مختلف مدارس الحوزات العلمية، یوجد آثار قيمة، تم تقديم بعضها والکشف عنها خلال برنامح أيام الثلاثاء الثقافية؛ ککتاب "ذكری الشيعة في أحکام الشريعة" لمحمد بن مكي المعروف بالشهيد الأول (۷۳۴- ۷۸۶ هجریة) والذي كتبه أحمد بن علي بن حیدر بخط النسخ سنة ۸۸۳ هجریة ، أحد هذه الآثار التي أهدتها المدرسة السلیمانیة في مدینة مشهد لمرکز النسخ الخطیة في العتبة الرضویة المقدسة، ویبلغ عمر هذا الکتاب ۵۶۲ سنة ؛ وکتاب "إرشاد الأذان إلى حکام الإیمان " باللغة العربية للعلامة الحلي (۶۴۸-۷۲۶ هجریة) والذي کتبه رستم بن محمد بخط النسخ سنة ۹۰۵ والذي یعود تاریخه لأکثر من ۴۴۰ سنة، وضعته المدرسة الفخریة العلمية في مدینة سبزوار في أرشيف مخطوطات المكتبة المركزية في العتبة الرضویة المقدسة. أیضا کتاب "تهذيب الأحكام في معرفة الحلال والحرام" باللغة العربية لمحمد بن الحسن الشيخ الطوسي (۳۸۵-۴۶۰ هجري قمري) والمکتوب بخط النسخ في القرن الحادي عشر الهجري، هو أثر آخر منقول من المدرسة الهراتیة العلمیة في مدینة تربة حيدرية.
تعليقك