خدمة المحتاجين يجب أن تكون قائمة على الاحترام والعطف ومراعاة كرامة الإنسان

أكدّ سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة على ضرورة احترام متلقي الخدمات لاجتماعية والإعانات التي تقدمها هذه المجموعة المقدس، ومعاملتهم بما يكفل صون كرامتهم الإنسانية.

وفقا لتقرير "العتبة نيوز" أكدّ فضيلة الشيخ أحمد المروي في لقائه في الحرم الشريف مدراء مؤسسة الكرامة الرضوية على ضرورة الحفاظ على كرامة المحتاجين والمراجعين خلال تقديم الإعانات والمساعدات لهم، وأنّ الإساءة لهم هو أمر مخالف للشرع.

وأشار سماحته إلى أنّه ينبغي أن نراعي في خدمة الفئات المعوزة والمستضعفة في المجتمع القيم الأخلاقية السامية، وأضاف: في أعمال الخير والإحسان وفي إعانة لمحتاجين من المهم جدا احترام شخصية الأفراد، وكما تعلمنا من سيرة الأئمة الأطهار(ع) ينبغي أن يتم هذا الأمر مشفوعا بالود والاحترام ومراعاة الكرامة الإنسانية.

كما أشار سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة أنّ خدمة الإمام الرضا(ع) لا تقتصر على الحرم الشريف، وقال: إنّ السعة الوجودية للإمام الرضا(ع) تشمل العالم بأسره، ولذلك فإنّ حصر الخدمة في مساحة الحرم الشريف يعني تحديد وتقييد هذا الوجود القدسي في مكان محدود مادي، وهذا يمثّل عدم احترام للإمام الرضا(ع).

وأضاف: الأئمة المعصومون هم  مرآة تجلي الباري سبحانه، وفي كلّ مكان تُذكر أسماؤهم، وتُقدم بهذه الأسماء خدمة للناس فذلك المكان يعدّ حرما لهم، كما أنّ الباري عزّ وجل حاضر في كلّ مكان ويرى كلّ شيء، فكذلك الأئمة الأطهار(ع) وبإذن الباري سبحانه حاضرون في كلّ مكان ويرون كلّ شيء.

وفي جزء آخر من كلمته أكدّ فضيلة الشيخ المروي أنّ نشاطات مؤسسة الكرامة الرضوية يجب أن تركز على تسهيل جذب واستقطاب المشاركة الشعبية بدلا من أن تباشر المؤسسة الأمور بنفسها، وقال موضحا: في مجال الخدمات الاجتماعية وأعمال الخير والإحسان يجب أن تركز مؤسسة الكرامة الرضوية على منهج تسهيل النشاطات الشعبية وإرشادها ودعمها، وعلى إيجاد نقاط الخدمة في مختلف أرجاء البلاد، وذلك لأنّ القيام بالأعمال بشكل مباشر وذاتي سوف يحد من نطاق الأنشطة وحجمها.

وشدد على أنّ أعمال العتبة الرضوية المقدسة في مجال الخدمات الاجتماعية يجب أن تكون مبتكرة، وصانعة لحركة عامة في المجتمع، وقال: يجب أنّ تكون الخدمات التي تقدمها العتبة الرضوية متميزة، ويجب أن تركز على النواحي التي لا يمكن تغطيتها من قبل مؤسسات الخدمات الاجتماعية العامة التابعة للدولة، فإمكانيات العتبة الرضوية المقدسة كبيرة جدا، ويجب ألا نقوم في مجال إعانة الفئات المستضعفة بأعمال مشابهة لما تقوم به مؤسسات الخدمات الاجتماعية العامة في البلاد.

كما شدد سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة على ضرورة الاستناد إلى العلم والمعرفة للوصول إلى تقديم أفضل الخدمات الهادفة والمؤثرة، وقال: مؤسسة الكرامة الرضوية من الأقسام الهامة في العتبة الرضوية، وهي تقدم في الظاهر خدمات اجتماعية، ولكنّ باطن هذه الخدمات سيؤدي إلى زيادة ورسوخ محبة الإمام الرضا(ع) في قلوب الناس، وبناء عليه يقع على عاتق هذه المؤسسة عمل معرفي عميق، ولتقوم بمسؤولياتها على أفضل وجه عليها الاستعانة بآراء وإرشادات العلماء والمفكرين والمؤسسات العلمية.

كما أشار سماحته إلى ضرورة العمل الإعلامي الفاعل وتقديم المعلومات الكاملة حول الخدمات الاجتماعية للعتبة للناس بشفافية وفي الوقت المناسب، وتابع قائلا: يجب وضع الآليات المناسبة للتغطية الإعلامية للخدمات الاجتماعية للعتبة الرضوية المقدسة بالشكل الأمثل، فهذه الخدمات هي من آثار وبركات المرقد المطهر والوجود المقدس للإمام الرضا(ع) وبعد 1400 سنة من وفاته الظاهرية.

وقال سماحة الشيخ مروي: باطن الخدمات الاجتماعية للعتبة الرضوية هي معرفة الإمام، الإمام الذي ما زال مرقده الطاهر وبعد مئات السنين على وفاته منبعا ومصدرا للبركات والخيرات الجمة، وبناء علية أؤكد على ضرورة الاهتمام بالجانب الإعلامي؛ فهو مهم في معرفة الإمام والتعريف به، وفي إلقاء الضوء على البركات الظاهرية للوجود القدسي للإمام الرضا(ع).

رمز الخبر 3006

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha