إعادة قراءة التعاليم الرضوية يرسم الخريطة المعمارية للحضارة الإسلامية الحديثة

أكدّ الأمين الوطني للمؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع) أنّه من أجل بناء الحضارة الإسلامية الحديثة ينبغي على الحوزات العلمية والعلماء والمفكرين أن يقوموا بالتنظير والبحث العلمي الدقيق في هذا المجال، وأوضح أنّ هدف المؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع) هو وضع النظريات والأفكار العلمية العميقة والأصولية في مختلف المجالات الحضارية بناء على التعاليم الرضوية، وقال: من أجل بناء الحضارة الإسلامية الحديثة علينا أن نلجأ إلى التعاليم الدينية وإلى إعادة البحث العلمي في التعاليم الرضوية حتى نحصل على البنى والأسس اللازمة لرسم الخريطة المعمارية للحضارة الإسلامية الحديثة.

وفقا لتقرير "العتبة نيوز" أشار فضيلة الشيخ الدكتور "علي جلائيان أكبرنيا" الأمين الوطني للمؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع) إلى الدورة الأولى لإقامة هذا المؤتمر العالمي، وقال: بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، حيث لم تكن المؤتمرات العلمية تقام بهذا الشكل الواسع ارتأت العتبة الرضوية المقدسة في العام ۱۹۸۴ القيام بثلاث حركات علمية أساسية، الأولى في المجال الجامعي عبر تأسيس الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، والثانية في مجال الدراسات والبحوث العلمية وتجلت بتأسيس مجمع البحوث الإسلامية، والثالثة رعاية حدث علمي كبير باسم المؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع).

وأضاف: في الدورة الأولى لهذا المؤتمر قدم سماحة السيد قائد الثورة ورقة علمية حكيمة أسست لإيجاد تيار علمي خاص، حيث كانت ورقته بمحورية الإمام الرضا(ع) وتحت عنوان نضال دؤوب لا يعرف التعب، ومما قاله فيها: لتعلموا أنّ الرسالة التي تحملها لنا حياة الإمام الرضا(ع) الحافلة بالأحداث والوقائع تتلخص في عبارة "النضال الدؤوب الذي لا يعرف التعب" فهذه العبارة وهذه الفكرة هي الأساس في خط ومنهج الإمامة.

وأضاف الأمين الوطني للمؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع): لكن المؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع) توقف بعد أربع دورات، واليوم عاد هذا المؤتمر بعد طرح فكرة الحضارة الإسلامية الحديثة، ومن المقرر أن يقام المؤتمر بشكل دوري ومستمر.

وأشار إلى أنّه من أجل بناء الحضارة الإسلامية الحديثة ينبغي على الحوزات العلمية والعلماء والمفكرين أن يقوموا بالتنظير والبحث العلمي الدقيق في هذا المجال، وأوضح أنّ هدف المؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع) هو وضع النظريات والأفكار العلمية العميقة والأصولية  في مختلف المجالات الحضارية بناء على التعاليم الرضوية، وقال: من أجل بناء الحضارة الإسلامية الحديثة علينا أن نلجأ إلى التعاليم الدينية وإلى إعادة البحث العلمي في التعاليم الرضوية حتى نحصل على البنى والأسس اللازمة لرسم الخريطة المعمارية للحضارة الإسلامية الحديثة.

وقال فضيلة الشيخ جلائيان: قلّ ما نظرنا في السابق إلى أحاديث الإمام الرضا(ع) من الجانب الحضاري، ولكن عندما نتعمق في بطون الروايات والأحاديث ندرك أنّنا أمام حقائق تحمل إمكانية ترسيم هذا الأمر؛ أي أسس بناء الحضارة.

وأضاف: سوف يتم تنظيم الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع) بمحورية فكرة "العدالة للجميع، الظلم لا لأحد"، ولا شك أنه إذا ما تمكنا من إعادة قراءة أحاديث الإمام الرضا(ع) بالشكل الصحيح، ومن ثمّ توفير نظامها التنفيذي فلا شك أنّه لن يحصل هناك أيّ ظلم في المجتمع، وسوف يتم إيجاد شبكة العدالة الراسخة والشاملة.

وتابع مدير قسم علوم القرآن والحديث في الجامعة الرضوية قائلا: في الحقيقة نحن نسعى عبر إقامة هذا المؤتمر إلى إنتاج الفكر والنظريات، ومن ثم تهيئة الأرضية لتطبيق العلم بعد إنتاجه، ويجب أن يؤثر هذا العلم في مجال الحكم ليجد طريقه إلى بناء الحضارة.

وفي الختام أوضح الأمين الوطني للمؤتمر العالمي للإمام الرضا(ع) أنّ هذا المؤتمر سوف يقام في شهر أيار/مايو من العام ۲۰۲۴، وأضاف: نحن لدينا الكثير من الأحاديث والروايات عن الأئمة الأطهار(ع) وهي تشكل الأرضية المثلى لبناء الحضارة الإسلامية الحديثة، وبناء عليه ينبغي علينا إعادة قراءة ودراسة هذه الأحاديث المقدسة، ومن ثمّ تحويلها إلى نظريات ليتم تطبيقها على الساحة العملية، وتتحول في النهاية إلى أسلوب حياة في الحكم والمجتمع.

رمز الخبر 2958

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha