وبحسب وكالة أنباء آستان نيوز، فإن الفترة بين 12 ربيع الأول، ذكرى مولد النبي (ص) حسب روایة أهل السنة، و17 ربيع الأول، تاريخ مولده(ص) حسب روایات الشيعة، تسمى «أسبوع الوحدة» بحسب ما أطلق علیه للإمام الخميني (رض).
يتم الاحتفال بأسبوع الوحدة هذا العام تحت الشعار المركزي «في ضوء حب أحمد (ص)، وحدة الشعب، وحدة الأمة» بعد النصر العظیم للشعب الإيراني في الدفاع المقدس الذي استمر 12 يومًا ضد العدوان الصهیوأمریکي والإنجازات الوطنية والإقليمية العظيمة لهذا النصر، والذي يمكن أن يلعب أيضًا دورًا في تعزيز وحدة الأمة الإسلامية.
وفي هذه المناسبة أجرينا حوارًا مع حجة الإسلام والمسلمين الدكتور إبراهيم روشن ضمير عضو الهيئة التدريسیة بقسم القرآن والحديث بالجامعة الرضویة للعلوم الإسلامية.
الوحدة الوطنية من منظور قائد الثورة الإسلامیة
وفي إشارة إلى قضية الوحدة الوطنية وأهميتها، قال حجة الإسلام رشن ضمير: إن الوطنية والاهتمام بالوحدة الوطنية من القضايا المهمة والأساسية التي أكد عليها الإمام الخميني (رض) وقائد الثورة الإسلامیة منذ بداية الثورة.
وأشار إلى أنه في الماضي كان بعض المتدينين يعتقدون أن الاهتمام بالقومية يتعارض مع القيم الدينية، لكن قائد الثورة، بصفته خبيراً وعالماً دينياً عالما بأمور الإدارة التنفيذية والسياسية في المجتمع، ذكّر الشعب منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية، أحياناً بشكل صريح وأحياناً بشكل ضمني، بأهمية الوحدة الوطنية.
الوحدة: أساس المقاومة
وأكد الدكتور روشن ضمیر: إن الوحدة الوطنية، من وجهة نظر الإمام الخامنئي، قضية استراتيجية؛ وتعني تقدیم المصالح الوطنية على المصالح الشخصية والعرقية والحزبية ووضع الاختلافات الدينية والسياسية والجماعية والعرقية جانباً من أجل تأمين المصالح الوطنية والحفاظ عليها.
وأضاف: من وجهة نظره فإن الوحدة الوطنية هي الأساس لضمان الأمن القومي، وعامل المقاومة ضد التهديدات الداخلية والخارجية، وأيضا عامل مساعد في حل المشاكل.
ثم عرّف عضو الهيئة التدريسیة بالجامعة الرضویة للعلوم الإسلامیة معنى الوحدة الوطنية وقال: بشكل عام، يمكننا القول إن الوحدة الوطنية تعني التعايش السلمي بين الناس الذين يعيشون في منطقة جغرافية ذات حدود محددة، والذين يسعون بشكل جماعي إلى رفاهية وتقدم مجتمعهم ومنع العدوان والتعدي من قبل الآخرين، من خلال قبول الاختلافات العرقية واللغوية والدينية لبعضهم البعض.
وتابع: إذا كان يُعتقد في الماضي أن الحدود الجغرافية تقف عائقا أمام الوحدة الحقيقية بين الناس، فقد اتضح اليوم أن لهذه المسائل وظائف حقيقية. إن الدفاع عن الوطن له مكانة عالية، لدرجة أن أهم عامل في حروب وصراعات القرن الحالي هو هذا الوطن ذو الحدود الجغرافية المحددة.
ضرورة وحدة الأمة الإسلامية
وأشار عضو الهیئة التدريسیة بالجامعة الرضویة، إلى أنه للبشر الحق في تكوين جماعات بناءً على مصالحهم وحدودهم الجغرافية، والعمل على تحقيق مصالح تلك الجماعة، وصرّح قائلاً: من الواضح أن هؤلاء البشر، كمسلمين، لا يمكنهم التهرب من واجباتهم تجاه من هم خارج هذه الجماعة. إن إعطاء الأولوية للمصالح الفردية والجماعية لا يتعارض مع مراعاة الواجبات الدينية تجاه المسلمين الآخرين.
مؤكدًا أن الوحدة الوطنية لا تعني تجاهل مصير البشر ونفي الوحدة الإسلامية، وقال: يقول القرآن الكريم في الآية 75 من سورة النساء: «وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا».
وأشار الدكتور روشن ضمیر إلى أنه من غير الممكن لشخص أن يدعي أنه مسلم ولا يبالي بمصير البشر الآخرين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وقال: روي عن النبي (ص)أنه قال: مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأُمُورِ اَلْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ وَ مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ .
ورد في حديث آخر عن النبي (ص): من دفع عن المسلمين بلاءً كالطوفان أو النار، وجبت له الجنة؛ وتابع عضو الهيئة التدريسیة بالجامعة الرضویة للعلوم الإسلامية: حتى لو لم يكن لدى أحدٍ هموم دينية، فلا يمكنه تجاهل حقيقة أننا، مجبرون على التعاون مع الدول الأخرى التي تشترك معنا في التشابه الديني والثقافي والاقتصادي لحماية مصالحنا الوطنية.
وفي إشارة إلى الشعار الرئيسي لأسبوع الوحدة لهذا العام: «في ضوء حب أحمد (ص)، وحدة الشعب، وحدة الأمة»، أشار الدکتور روشن ضمیر إلى أن العالم اليوم، يتوق إلى العدالة والروحانية والأخلاق المحمدية أكثر من أي وقت مضى، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تؤكد على الوحدة الوطنية للبلاد وتضع مصالحها الوطنية في الدرجة الأولی، تمد يد الصداقة للدول الإسلامية وتدافع عن الشعوب الإسلامية المظلومة.
دعم أهل غزة نموذج للوحدة الإسلامية
واعتبر الدكتور روشن ضمیر دعم الشعب الفلسطيني المظلوم يتماشى مع وحدة وتعاطف الأمة الإسلامية، وذكّر: إذا استطاع النظام الصهيوني المتعطش للدماء، لا سمح الله، هزيمة المجاهدین الفلسطينيين، فلن يرحم الشعوب الإسلامية الأخرى في المنطقة.
واختتم عضو الهيئة التدريسیة بالجامعة الرضویة حديثه قائلاً: "من السذاجة الاعتقاد بأن هذا النظام الغاشم سيكتفي بفلسطين؛ والآن، أمام أعيننا تجربة لبنان وسوريا وحرب الأيام الاثني عشر المفروضة، لذا، فإن السعي إلى وحدة الأمة الإسلامية ومساعدة المجاهدين المسلمين في المنطقة واجب ديني وأخلاقي، يتماشى مع الحفاظ على المصالح والوحدة الوطنية.
تعليقك