الوحدة الوطنية ستحدد مستقبل إيران

أكد متولي العتبة الرضوية المقدسة، أنه لا يحق لأحد أن يزعزع وحدة الشعب في مواجهة العدو، مشدداً على أن الوحدة الوطنية ستحدد مستقبل إيران.

بحسب وكالة أنباء آستان نيوز، اعتبر آية الله أحمد مروي، خلال اجتماع لأساتذة الحوزة العلمية في مدینة قم المقدسة، أقيم في مُجمع الولایة التابع لمدينة مشهد، أن الثالث عشر من حزیران يمثل نقطة تحول في مسيرة الشعب الإيراني، وفي إشارة إلى متطلبات المرحلة الجديدة من الثورة الإسلامية، قال:
في 13 من حزيران أثبت الشعب بأكمله، بحكومته وقواته المسلحة، مرة أخرى، في اختبار تاریخي المعنى الحقيقي للإقتدار والعِزة والوحدة، واعتبر أن هذا التاریخ هو بداية مرحلة جديدة لحركة الشعب الإيراني، وأضاف: إن هجوم قوتین نوویتین في آن واحد ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، باستخدام وسائل الحرب المشتركة الحديثة، والذي بدأ باغتيال كبار المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين واستمر بقتل النساء والأطفال والرجال، إلى جانب 12 يومًا من دفاع الشعب الإیراني المُشَرف بتوجيه من  قائد الثورة الإسلامیة وقیادته الحکیمة ، كان بمثابة نقطة تحول تاريخية.
وصرّح متولي العتبة الرضویة: على عكس ما کان یظنه الأعداء، لم تنهار إيران ولم تتراجع نتيجة هذا الهجوم المفاجئ، بل أبدت مقاومةً مثالیة لمدة اثني عشر يومًا. هذه المقاومة دليلٌ على قوة الثورة الإسلامية وثباتها.
فن القيادة لدى القائد الثوري في اللحظات الحرجة
وأشار آية الله المروي إلى الحِنکة التنظيمية والقيادية التي يتمتع بها قائد الثورة الإسلامیة في الأزمات، قائلاً: من السمات المثيرة للإعجاب في هذه الفترة؛ السرعة والدقة في إعادة هیکلیة القيادة العسكرية للبلاد، والتي شهدت استبدال القادة، وبرمجة العمليات الدفاعية، وتنفيذها بنجاح في أقصر وقت ممكن. إن هذا الإجراء يدل على عمق الجاهزية الدفاعية للبلاد، والأهم من ذلك، الإدارة الفریدة لقائد الثورة الإسلامية القوي والذكي والواعي.
وأضاف: إلى جانب العمليات العسكرية، دخل الشعب الإيراني بأكمله، بمختلف أطيافه وتوجهاته وأديانه، ساحة المعركة كقوة دفاعية ردیفة، فأصبح الفضاء الوطني حصنًا عظيمًا للدفاع عن الوطن، حصنًا لا حدود له، وأصبح كل بيت وكل قلب حصنًا للمقاومة.
حرب الـ12 يومًا مظهر للوحدة الوطنية.
أكد متولي العتبة الرضوية المقدسة، أن الوحدة الوطنية هي سر صمود وانتصار الشعب الإيراني، وقال: إن الإنجاز الأهم في هذه الفترة لم يتحقق في ساحة المعركة فحسب، بل على الصعید الاجتماعي أيضاً. في تجربة عميقة تجاوز الشعب الإيراني حدود الإنتقاد واختلاف الرأي، واجتمع الجميع بصوت واحد وقلب واحد وهدف واحد للدفاع عن كرامة واستقلال إيران خلف القیادة الحکیمة لقائد الثورة الإسلامیة.
وأضاف: خلال حرب الاثني عشر يومًا، لم يَعُد هناك أي حديث عن الآراء السياسية أو الأحزاب أو الاختلافات، وكان الجميع متحدين ومُلتفین حول إيران. هذا التماسك الوطني ثروة فريدة يجب الحفاظ عليها، وهو قوة ستبني غدًا أكثر مجدًا للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة..
الولي الفقیه؛ محور الشعب
وصف آية الله المروي ولایة الفقیه بأنها محور الاستقرار في الأزمات، وقال: في هذه الحرب، لعب ولي الفقیه دورا فریدا من نوعه في إدارة الأزمة والعبور بإیران إلی بر الأمان، ولم یکتف ولي الفقیه في خطاباته، بمنح الأمل والتوجيه والتحفيز للشعب الإیراني، بل كان يخاطب دائمًا الشعب الإيراني بأکمله ويؤكد على العنصرين اللذين يعززان الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي.
وفي إشارة إلى فشل مشروع الأعداء الذي یهدف لإستسلام ایران وتفکیکها، قال سماحته: إن الخُطة التي أُطلقت ضد إيران لم تكن عملية عسكرية فحسب، بل كانت خُطة مُتعددة الطبقات تسعی لتحقیق هدفین في نهاية المطاف هما؛ الاستسلام الكامل وتغيير الحسابات الاستراتيجية لإيران، وتجزئتها. هذا المشروع كان بقيادة القوى المُتغطرسة التي تعتبر محور الاستقرار والنفوذ الإقليمي هو العائق الرئيسي أمام هيمنتها وسلطتها غیر المشروعة، ولكن الشعب الإيراني، أفشل هذا المخطط.
وأكد متولي العتبة الرضوية المقدسة، أن الحفاظ على شرف إيران واستقلالها وقدرتها يعتمد على ترسيخ مكانة قائد الثورة الإسلامية في عقول وقلوب المجتمع، وقال: يتحدث البعض بدافع الشفقة على ما يبدو، عن تأثير ضغوط تيارات مُعينة على قرارات قائد الثورة الإسلامیة. مَن یدعي مثل هذه الأمور لا يعرف قائد الثورة؛ فولي الفقیه لا یتأثر بأي ضغط مهما کان.
ولتثبیت مكانة الولي الفقيه لا ينبغي الاكتفاء بالأسس النظرية فقط، بل يجب توضيح دوره الفريد في إدارة الأزمات، وتوحيد البلاد، والعبور البلاد في الظروف الصعبة.
ضرورة الحفاظ على اللُحمة الوطنية وتجنب الإنقسام
وتابع آية الله المروي قائلاً إن اليقظة والوحدة الوطنية والإدارة الرشيدة من متطلبات المرحلة الجديدة للتغلب على الأزمات. نحن الآن في بداية مرحلة جديدة لها متطلبات خاصة، وهذه الفترة ستكون مصحوبة بالتحديات والتعقيدات، ولكن من خلال التماسك الوطني، وإطاعة قائد الثورة، وتعزيز ثقة الشعب، والتركيز على الأولويات، واليقظة ضد الحرب النفسية للعدو لتقسیم المجتمع، يمكن تحويلها إلى فرصة لإيران الإسلامية للتطور وتصبح أكثر قوة من أي وقت مضى.
وفي إشارة إلى شُكر قائد الثورة وعرفانه للشعب الإيراني بکل أطیافه، قال: هذا دليل على ضرورة الحفاظ على اللُحمة الاجتماعية وتعزيز الوحدة الوطنية. يجب أن يُفهم أن توقف الصراع لا يعني نهاية الحرب؛ فالعدو لا يزال متربصًا. علينا أن نسير في هذا الطريق معًا، متوكلين على الله، نتحلی بالعقل، ومطيعين للقيادة.
وأشار متولي العتبة الرضوية المقدسة إلى أهمية الاقتداء بسیرة أهل البيت (ع) في الحفاظ على مصالح الأمة الإسلامية، وقال: يجب على المجتمع اليوم أن يعطي الأولوية للمصالح العليا للإسلام وإيران من خلال اتباع قرارات قائد الثورة الإسلامية والثقة بها.
وقال آية الله المروي: إن متطلبات وضرورات هذه الفترة هي اتباع هذا المسار خطوة بخطوة مع القيادة الحکیمة، وتعزيز الوحدة الوطنية، ودعم قرارات المسؤولين السياسيين والعسكريين في البلاد، والثقة بكامل الجهاز الحكومي، وتجنب أي سلوك أو خطاب من شأنه أن يقوض قوة القرارات والقدرة الوطنية. لا ينبغي أن تتزعزع الجبهة المتحدة التي تشكلت في هذه الفترة بین الشعب الإیراني، بل ينبغي تقسيم القضايا إلى رئيسية وثانوية، والمهم اليوم هو مصالح الإسلام وإيران.

رمز الخبر 6914

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha