مشارکة ودعم ما لا يقل عن 12 دولة أوروبية وإقليمية للولايات المتحدة والکیان الصهيوني في حرب الأيام الاثني عشر

عُقدت في الحرم الرضوي الشریف الدورة السابعة من اجتماعات« خط التنویر» التخصصية حول حرب الاثني عشر يوماً المفروضة وتأثیر القیادة الحکیمة لقائد الثورة الإسلامیة في إدارتها، والتي حضرها خدام وموظفو العتبة الرضویة المقدسة.

وبحسب وكالة أنباء آستان نيوز، أوضح مهدي فضائلي، عضو مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية، حکمة وتأثیرالقیادة الحکیمة لقائد الثورة الإسلامیة في إدارة الحرب المفروضة لمدة 12 يومًا، في اجتماع عقده قسم الإجابة على الأسئلة الدينية في الحرم الرضوي الشریف والتي حضرها خدام وموظفو العتبة الرضویة المقدسة، وقال: يجب أن يعلم الجميع أننا لا نفرق بين الکیان الصهيوني وأميركا، وبین ترامب ونتنياهو؛ وفي تجربة حرب الـ12 يوماً رأينا تنسیقهم وتماشیهم مع بعضهم البعض.
وأضاف: في هذه الحرب لم نكن نحارب الكيان الصهيوني فقط، وفي جوانب مختلفة من القضية، وخاصة الجانب الأمني، هناك أدلة وقرائن تشير إلى مشارکة ودعم ما لا يقل عن 12 دولة أوروبية وإقليمية غير الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
وأضاف فضائلي: إن العدو لم يبدأ هذه الحرب بقصد القيام بعملية مؤذیة وضرب ایران ثم الانسحاب وإنهاء الحرب؛ بل کان هدفهم  الإطاحة بالنظام الحاکم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الأدلة الموجودة، لقد فکروا وخططوا لمثل هذه الحرب لعقد من الزمن، وكان التخطيط العملياتي لحرب الاثني عشر يومًا قد بدأ أيضًا قبل حوالي تسعة أشهر، وكانوا یریدون اغتيال المسؤولین، وقصف أجزاء من القوات المسلحة، وقوات التعبئة، وسجن إيفين، وأجزاء من طهران في يوم واحد. لقد تصوروا أنهم من خلال مخططهم العملياتي سيستولون على طهران بناء على توهماتهم البالیة؛ لکن على حد تعبير قائد الثورة فإن الله أحبط هذا المخطط.
العون الإلهي مع الثورة الاسلامية
وقَسّم فضائلي إنجازات الحرب الإسرائیلیة المفروضة على إيران لمدة 12 يوما إلى قسمين: محلي ودولي، وقال: إن الإنجاز الأول المهم للحرب، وهو مهم للغاية، هو إدراك المدد والعون  الإلهي في ساحة المعركة.
 إذا قبلنا أن هذا النصر من الله، أولاً، لن نصاب بالغرور والتکبر، وثانياً، سنعلم أن الطريق الذي نسلکه، مُؤید من الله عز وجل. 
وأضاف: رغم مؤامرات العدو المُعقدة التي لم تتوقف ضد بلدنا منذ انتصار الثورة الإسلامية المجیدة إلی الآن، إلا أن النصر الإلهي قد شمل شعبنا وبلدنا، وتمكنا من الصمود ومقاومة أي تهديد، وبالتالي فإن هذه القضية تزید من مسؤوليتنا.
وأوضح فضائلي: يقول الله في القرآن الكريم: «إن تنصروا الله ينصركم»، فإذا نصرنا الله فإن الله لن یتخلی عنا وسيكون النصر الإلهي من نصیبنا.
المشارکة الملحمیة لقائد الثورة في الیوم الأول من الحرب
وقال عضو مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية: إن النقطة الأخرى التي برزت بوضوح خلال هذه الأيام الـ12 هي الدور المهم والمحوري لقائد الثورة خلال الحرب، حيث يمكن ملاحظة دوره الإداري والقيادي بشكل ملموس في ميدان العمل.
وأوضح فضائلي: في اليوم الأول الذي هاجمت فيه إسرائيل الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، استشهد كل القادة الذين كان بإمكانهم أن يلعبوا دورا مباشرا في الميدان في اللحظة الأولى من الحرب. تخيلوا الضغط النفسي الذي تحمله الناس عندما استيقظوا صباحًا وسمعوا أخبار الحرب واستشهاد القادة والعلماء النوويين والعدید من المواطنین المدنیین.
 وفي إشارة إلى هجمات إيران المتكررة على الکیان الصهيوني، قال: لو لم تُدار الحرب، لاهتزت معنويات الجیش ونخبة المجتمع، ولو لم تُحل هذه القضية، لتعرض المجتمع لضربة نفسية قاسية، فقد عيّن قائد الثورة قادة جددًا في غضون ساعات قليلة، وخاطب الشعب في اليوم الأول، وظهر بحزم وصلابة، وبدأ ردنا الصاروخي بإدارته الحکیمة.
وأضاف عضو مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية: إن حضور قائد الثورة بين الشعب وفي ساحات القتال كان حضوراً ملحمياً، ولم يكن من المفترض أن یُعزي، بل هنأ باستشهاد النخبة والقادة، وبكل هدوء وثقة، وبدون أي تردد، أكد للجميع أننا سنصمد حتى النهاية، والعدو فهم أن البلاد جاهزة للدفاع عن نفسها.
وتابع فضائلي قائلاً: تم تعيين القادة على الفور، وكان القادة الجُدد علی اطلاع ومعرفة کاملة بمجال عملهم والقوات خضعت لأوامرهم، مما يدل على أن البنية الأساسية لاتخاذ هذا القرار واضحة للقيادة، وجرى العمل بطريقة لم يشعر فيها الناس بأي نقص ولم يحدث ذلك فعليا. 
وتابع: حتى المعارضة في الخارج، ورغم الخطط النفسية التي أطلقتها للشعب، اعترفت بأن إدعاءاتها فشلت.
ضرورة الحفاظ على تماسك وتعاضد الشعب
وأكد فضائلي أن من الإنجازات المهمة الأخرى لحرب الـ12 يومًا كانت القدرة المذهلة للشعب على المشاركة ودعم قائد الثورة الإسلامیة والنظام الحاکم، وأضاف: إن التضامن والوحدة والتماسك الذي أظهرته مختلف القدرات ومجموعات الشعب المختلفة هي نقاط مهمة لا ينبغي لنا أن نتغاضی عنها بل يجب أن نسعى إلى تعزيزها وتقویتها.
كان العدو يظن أن أعمال الشغب ستبدأ في الشوارع، بينما لاحظنا وحدة وتضامنًا مذهلاً من الشعب.
وتابع: أين نُدرك أهمية هذا التضامن الشعبي؟ لو لم یحدث هذا التضامن، وخرج الناس في مظاهرات واصطفوا لشراء البنزين والمواد الأساسية، فبأي روح كانت قواتنا العسكرية ستصمد في وجه العدو؟
خلال حرب الاثني عشر يومًا، رأينا البعض من الذين لم نكن نتوقع منهم ردة فعل، أنهم وقفوا في وجه العدو وكانوا مؤثرین في خلق التضامن والوحدة الوطنية.
وأكد عضو مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية: من المهم اليوم أن نفهم هذه القدرة ونحافظ علیها وعلی التماسك الذي حصل، لكن لا تتصوروا أن الأمر قد انتهى.
نحن في حالة من الحذر، وربما سيحاول العدو إعادة ضربته الفاشلة. من الأمور التي تزيل هذا الشعور والخيال الزائف عن العدو هو الحفاظ على هذا التماسك، والذي يكون ممكناً من خلال جذب أکبر قدر ممکن من أطیاف الشعب.
مفهوم العدو أصبح واضحا للشعب کوضوح النهار
وقال عضو مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية: إن أحد أهم إنجازات الحرب هو مفهوم العدو.
على مدار السنوات الماضية، ذكر قائد الثورة العدو مراراً وتكراراً في خطاباته ووضح مخططاته التي یحیکها ضد بلادنا، ولكن في بعض الأحيان کان البعض یعترض على هذه المسألة وکانوا یقولون: ما الفرق بين أمريكا وروسيا والصين؟ أنتم تصنعون أعداء.
ومن الأمور المهمة التي حدثت في هذه الحرب أن مفهوم العدو أصبح واضحاً كوضوح الشمس بالنسبة للشعب.
وأضاف فضائلي: وجود العدو وفهمه جعلنا ندرك أننا بحاجة إلى تقوية أنفسنا في الکثیر من المجالات.
خلال الحرب، أدرك الشعب أن إيران قوية في المجالين العسكري والنووي، وتحتاج إلى أن تصبح أقوى. كلما كنا أكثر ذكاءً ودقة، كلما أصبح العدومکبلا عاجزا أمامنا.
وفي الختام أشار إلى أن أحد المجالات التي نحتاج إلى تعزيزها وتقویتها هي جبهة المقاومة وتربية جيل جديد لمتابعة مسیر الثورة الإسلامية في إيران.
لقد كوّن جيل الیافعین والشباب اليوم فکرة عن الحرب والدفاع، وهذا بالغ الأهمية لاستمرار الثورة، ورغم قصر مدة هذه الحرب، إلا أنها كانت سريعةً وشديدةً وفعّالةً لدرجة أنها غيّرت نظرة شباب اليوم بشكل كبير، وعلينا اغتنام هذه الفرصة وهذه القدرة لإعداد کوادر جدیدة.

رمز الخبر 6889

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha