تجلي حب الیافعین وإخلاصهم للقاسم (ع) في مراسم « أحلی من العسل»

شهدت صحون الحرم الرضوي في اليوم السادس من شهر محرم الحرام حضوراً حماسياً من الیافعین الذين وضعوا عصابات «لبيك يا ثار الله» علی جباههم وأتوا قلوب مليئة بـحب الحسين (ع) ليقولوا: طعم الشهادة أحلى لنا من العسل.

وبحسب وكالة آستان نيوز؛ اتخذ حرم الإمام الرضا (ع) في اليوم السادس من شهرمحرم، لوناً مختلفاً؛ فقد توافد مئات العشاق الیافعین، بعيون حزينة ووجوه ممزوجة بالحزن والأسى، للمشاركة في مراسم « أحلی من العسل» الروحانیة العظيمة.

واضعین عصابة « لبيك يا ثار الله» على جباههم، وعلم إيران، و شعار «لبيك يا حسين (ع)» بين أيديهم، وبقلوب مليئة بالإيمان، اجتمعوا جميعاً في أجواء الحرم القُدسیة لیستذکروا شجاعة القاسم بن الحسن«ع» في سهل کربلاء.

بدأ الحفل بتقدیم السید «رسالة بوذري»، بعد ذلک تلا القارئان الیافعان مهدي بهروزيان وأبو الفضل سيبويه، رثاءا خاصا بالقاسم «ع»، هز قلوب أقرانهما بذكريات مؤثرة عن کربلاء وشجاعة القاسم«ع».

وأشار أيضاً خطيب هذه المراسم؛ حجة الإسلام والمسلمين السيد كاظم روح بخش، في کلمته، إلى أنه لو كان القاسم (ع) حياً في هذا الزمان، فماذا كان سيفعل؟

وقال: سکن القاسم (ع) القلوب بسبب لطفه وتعامله الحسن، وذلك لحُسن خُلقه في الأسرة.

وأكد متحدث المراسم : إن الیافعین اليوم مليئون بالطاقة والأمل، ولكن يجب إدارة هذه الطاقة لتصدي مکانة جيدة في المنزل والمجتمع.

وذكّر الیافعین بأن الأعلام التي يحملونها ترمز إلى الحماس والأهداف العظيمة، وأن الحفاظ علی هذه الأعلام مرفوعة یحتاج إلی شجاعة وصمود، وأكد أيضاً على أهمية تحديد الأهداف والسعي لتحقيق المُثل العليا، قائلاً: يجب أن نحقق عالماً أفضل من خلال الابتكار والإبداع. 

يجب أن تبقى هذه الرسائل حيّة في قلوبنا وعقولنا لنأمل بمستقبل أكثر إشراقًا. وتابع حجة الإسلام والمسلمين روح بخش مشيرًا إلى أهمية نشر محتوى عن إمام الزمان«عج» والإنسانية في الفضاء الإلكتروني، مضيفًا: يجب أن نحرص على ألا يكون المحتوى الذي ننشره یضر بنا وینفع أعدائنا.

إن الفضاء الإلكتروني يمكن أن يكون أداة لتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية، ولكن يجب علينا استخدامه بحذر ووعي.

وأشار متحدث الحفل إلى أهمية التواصل مع الناس الذين يسيرون على درب الثورة وأهداف الإمام الحسين (ع)، قائلاً: إن فلسفة الحياة والأهداف العظيمة تحتاج إلى التفكير والتعلّم، ويجب علينا أن نتحرك نحو مستقبل مشرق بالدافع والمعرفة، لذلك من الضروري التواصل مع من یشارکوننا نفس الفکر لمواصلة هذا الطريق.

وأضاف: نحن بحاجة إلى آلاف من أمثال القاسم (ع) المفعمین بالحيوية والمعرفة، القادرین على الدفاع عن مبادئ الإمام الحسين (ع) من خلال بیانهم. يجب أن تستمر هذه الحركة، وعلى الیافعین أن ينقلوا هذه الرسالة إلى الأجيال القادمة من خلال أنشطتهم ومعرفتهم.

وتابع حجة الإسلام والمسلمين السيد كاظم روح بخش کلامه، مؤكدا على أهمية بقاء مسيرة الإمام الحسين (ع) حية، وقال: لا ينبغي لنا أن نتعب من التحديات والصعوبات، وعلينا أن نستذکر كل يوم الدافع والهدف الذي ثار من أجله الإمام الحسين (ع) في كربلاء، وعلينا أن نستذكر هدفنا كل يوم.

بعد ذلك، دوی صدى « لبيك يا حسين (ع)» و«لبيك يا حسن (ع)» من أعماق نفوس الیافعین في رحاب الحرم الشریف، كأنهم يهتفون بأن نهج علي الأكبر (ع) لا يزال مستمرًا؛ لا يزال هناك جيل يضحي بحياته من أجل الولاية والحق.

مع أن هذه المراسم كانت برنامجًا ثقافيًا، إلا أنها كانت أيضًا اجتماعية، من جيلٍ واعي ومحبّ ومستعدّ للدفاع عن نهج أهل البيت (ع)، لقد أدركوا المعنى الحقيقي « لأحلی من العسل» وهتفوا من أعماق قلوبهم: «الشهادة أحلى من العسل إذا كانت في سبيل الحسين(ع)».

رمز الخبر 6730

تعليقك

You are replying to: .
captcha