بحسب وکالة آستان نيوز؛ ليلة استشهاد الإمام محمد الباقر (ع)، خامس أئمة الشیعة الإمامیة، ورغم أنه في هذه الليلة الحزينة، لا تُضاء الشموع ولا القناديل على حرم ذلك الإمام المظلوم في جنة البقيع؛ إلا أن الکثیر من قلوب محبيه حلّقت من حرم الإمام الرضا (ع)، إلى تلك الأرض المقدسة، وجثت علی قبر الإمام باقر العلوم (ع)، وذرفت دموع الحزن في لیلة استشهاده.
بدأت فعاليات البرنامج الخاص باستشهاد الإمام الباقر(ع) بعد ساعة من إقامة صلاتي المغرب والعشاء في صحن الرسول الأعظم (ص) بقراءة زيارة أمين الله ، ورثاء مدح آل الله سعيد قانع، بعد ذلك، ألقى حجة الإسلام والمسلمين مصطفى رستمي كلمةً تحدث فیها عن شخصية الإمام محمد الباقر (ع)، قال فيها: لقد كان لهذا الإمام العظيم دور محوري في إحياء العلوم الدينية وشرح التعاليم الإسلامية.
وأوضح: في فترة كانت فيها الحكومة الأموية تسودها أجواء من الاختناق والقمع، قام الإمام محمد الباقر (ع) بنشر التعاليم الإسلامية بشجاعة وحكمة، ونجح من خلال تأسيس نظام تعليمي متماسك في تقديم مفاهيم وأسس الدين للناس بشكل واضح وشفاف.
وتابع: ومن أهم أعمال الإمام الباقر (ع) تربية جيل من الطلبة العلماء والصالحين والمتدينين أمثال زرارة ومحمد بن مسلم وأبي حمزة الثمالي، الذين أصبحوا فيما بعد نجوماً علمية ودينية في العالم الإسلامي.
وقال ممثل الولي الفقيه في محافظة خراسان الرضوية وإمام جمعة مدینة مشهد؛ آية الله السيد أحمد علم الهدى في البرنامج الخاص بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الباقر (ع) والذي أقيم بحضور الزوار والمعزين في رواق الإمام الخميني (ره) بالحرم الرضوي الشریف: مسألة الإمامة وحكم المجتمع الإسلامي نوعان: أحدهما قيادة سياسية، والآخر قيادة فكرية. للإمامة بُعدان أحدهما سياسي، والآخر فكري.
وقال: كانت فترة إمامة الإمام الباقر (ع) من أهم الفترات في تاريخ التشيع، فعندما ضعفت الدولة الأموية، وتزايد بغض المجتمع الإسلامي لهذه الأسرة، أتاحت هذه الظروف للإمام فرصةً لنشر التعاليم الدينية وشرح المعارف الإسلامية دون أي عوائق جدية من الحكومة.
وأضاف آية الله علم الهدى: بالإستفادة من هذه الفرصة، أحدث الإمام محمد الباقر (ع) ثورة فكرية وثقافية عظيمة في الأمة الإسلامية؛ ومن خلال شرح المفاهيم الدينية ورفع مستوى الوعي لدى الناس، أدرك الكثير منهم أن الحكومة الأموية كانت حکومة غاصبة ولا تعمل وفقًا لأحكام الدين.
وقال إمام جمعة مشهد: في نهاية المطاف، لم تُعزز أنشطة الإمام الباقر (ع) التشيع فحسب، بل مَهدت الطريق أيضًا لتطورات فكرية وثقافية عظيمة في العالم الإسلامي؛ لقد أسست ثورته الفكرية طريق التشيع للمستقبل، ومكّنت هذه المدرسة من الصمود في وجه الضغوط السياسية.
کما أقامت هیئة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) مراسم عزاء بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام محمد الباقر (ع) والذكرى السنوية لرحيل مؤسس الثورة الإسلامية الإمام الخميني (ره).
وأفادت وكالة أنباء آستان نيوز أن هذه المراسم أقيمت بحضور آیة الله أحمد مروي، متولي العتبة الرضویة المقدسة وعضو المجلس الأعلى في حوزة خراسان العلمیة، ومجموعة من مسؤولي العتبة الرضویة في مدرسة ومركز الإمام علي بن موسى الرضا (ع) الفقهي.
قال حجة الإسلام خانزاده، مسؤول مجلس الفكر في مركز الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، في معرض تقديمه لبعض أنشطة هذه الهیئة: إن هیئة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) مسؤولة عن تخطيط وتقديم التجارب المختلفة لأساتذة ونخب الحوزة العلمية لتربیة الطلاب.
وأوضح: تم طرح مواضيع مختلفة في هذه الهیئة تتعلق بالتربیة والتعلیم والبحث وبرامج الطلبة وتمت مناقشة مواضيع مختلفة وأهمها مناقشة المجال الثوري والذي كان من أهم خطابات قائد الثورة في لقاءاته مع طلاب الحوزة العلمية منذ عام 2015.
وأضاف خانزاده: من المواضيع الأخرى التي نوقشت في هذه الهیئة موضوع التحفيز، وهو أمر بالغ الأهمية في تربیة الطلاب، وفي مجال الثورة، أجرى أساتذة وباحثو هذه الهیئة أبحاثًا، أسفرت عن تأليف كتاب بعنوان « المجال الثوري».
تعليقك