بحسب وكالة أنباء آستان نيوز، قال حجة الإسلام والمسلمين علي شبا جالا في مؤتمر «الكرامة وحقوق المقاومة في العالم المعاصر» العلمي، الذي عُقد تحت عنوان « الحصار والإبادة الجماعية» في إطار سلسلة جلسات علمية لمؤتمر الإمام الرضا (ع) العالمي وبحضور علماء من بلدان مختلفة في قسم الأخوات بجامعة الإمام الرضا (ع) الدولية، مستشهداً بالآية الكريمة «أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت»: في هذه الآية الكريمة قدم الله تعالى أمرين عامين للبشرية جمعاء، ووضع على عاتق الأفراد مسؤولية عظيمة.
وأكد أن تجنب الظالم والبعد عن المعتدين ومقاومتهم أمر إلهي، وأوضح: لو أدركت الأمة الإسلامية هاتين المجموعتين من المسؤوليات لما كان حال المجتمع الإسلامي هكذا ولما حدثت هذه المآسي في غزة.
وقال رئيس جامعة الإمام الرضا (ع) الدولية الدكتور مرتضى رجوعي في هذا الحفل: لحسن الحظ أن مدرسة المقاومة أصبحت حركة فكرية بين النخب والمفكرين.
وأضاف: إن الأحداث التي تجري اليوم على يد الکیان الصهيوني في فلسطين وغزة هي أبرز الأمثلة على الجرائم الإنسانية، ونشهد نوعاً آخر من الظلم الذي تمارسه القوى المتغطرسة في العالم ضد المظلومين في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك سوريا.
وأشار إلى الدور الخاص والمهم لمثل هذه اللقاءات العلمية في نشر مدرسة المقاومة بين النُخب والمثقفين، وقال: لحسن الحظ أن مدرسة المقاومة أصبحت حركة فكرية بين النُخب والمثقفين، ونأمل أن تصبح هذه الحركة الفكرية ثقافة عامة.
من جانبه اعتبر رئيس جمعية علماء الرباط المحمدية في العراق الشيخ عبد القادر الآلوسي أن المَخرج من الأزمات الإنسانية اليوم هو إحياء المدرسة النبوية، قائلاً: إن القيمة الحقيقية وكرامة الإنسان تتحقق من خلال طريق أهل البيت (ع).
وأوضح: إن الأسس الدينية والآيات الكريمة في القرآن الكريم تدل على أن الإنسان يتمتع بالكرامة والفضيلة الأصيلة، وهذه الكرامة تكمن في إنسانيته.
وبحسب رئيس جمعية علماء الرباط المحمدية، فإننا إضافة إلى مظاهر الكرامة الإنسانية في السیرة الرضوية، نشهد أن الإمام (ع) سعى خلال مناظراته العلمية إلى تكريم الإنسان، واستعادة القيمة الإنسانية الحقيقية، وشرح أسس التوحيد.
وقال الشيخ عبد القادر الآلوسي في جانب آخر من كلمته: إن الحرم الرضوي الشریف ليس مكاناً للزیارة فقط، بل إن هذا المكان المقدس هو مكان لكسب المعرفة والبركات الروحية والمعنوية، بحيث ينفتح أمام الإنسان أفق جديد من المعرفة الحقيقية.
أما رئيس لجنة حقوق الإنسان الإسلامية في لندن الدكتور مسعود شجرة أکد: إن الجرائم التي ارتكبها الکیان الصهيوني في غزة خلال العام الماضي، من حيث الأسلحة والسياسة والإعلام، تحظى بدعم كامل من القوى العظمى الغربية والأوروبية التي تدعي أنها مناصرة لحقوق الإنسان والحرية.
وأشار رئيس المعهد الإسلامي البريطاني لحقوق الإنسان: اليوم، ليس غزة وفلسطين فقط، بل الإنسانية جمعاء في خطر، ويجب ألا نسمح بتطبيع الجرائم ضد الإنسانية.
وأكد أن واجبنا هو الدعم والمقاومة، موضحاً: الشاب الذي يدعم المظلومين في قلب الغرب ويُضرَب ويُطرَد من الجامعة بسبب دعمه هو أيضاً يقاوم ويدعم، تماماً مثل الشاب اليمني الذي يقاتل بالسلاح.
وقال الدكتور ميشیل كعدي، أستاذ جامعة الروح القدس المارونية في لبنان: إن الإمام الرضا (ع) هو أحد قديسي العالم والشخصيات المقدسة في عالم الإنسانية.
وأضاف: عندما تنظر إلى سيرة الإمام الرضا(ع) لا ترى فيها أدنى خطأ أو زلة؛ إنه أعظم إمام عرفته البشرية.
وأشار إلى مؤلفاته الكثيرة عن أهل البيت (ع) والأئمة المعصومين (ع) قائلاً: أحد مؤلفاتي بعنوان (الإمام الرضا(ع)، الجوانب الروحانية والعلمیة)، يتمحور حول حياة الإمام الرضا (ع) وأهل البيت (ع).
لقد نُشر هذا العمل سبع مرات حتى الآن، ونُشره وإعادة طبعه سبع مرات في العالم العربي أمر استثنائي.
وقالت مراسلة قناة برس تي في مرضية هاشمي: إن المجتمع البشري متعطش للحقيقة، وإن عقد مؤتمر الإمام الرضا (ع) الدولي يمكن أن يكون خطوة مؤثرة نحو شرح تعاليم الدين الإسلامي والمعارف الرضوية بشأن قضية الكرامة الإنسانية.
وأشارت إلى أن التعاليم الإسلامية، وخاصة تعاليم الإمام الرضا (ع)، حول كرامة الإنسان، المُستمدة من المبادئ التوحيدية والإلهية، تعبر إلى حد ما عن حقوق الإنسان الإسلامية، والتي تسمح لنا مقارنة بحقوق الإنسان الغربية بالوصول إلى الحقيقة الحقيقية في العالم.
وقَدّم الدكتور جواو سيلفا جورداو، الباحث في العلوم الإسلامية ونهج البلاغة من البرتغال، توضيحات حول التوحيد من منظور الإمام الرضا (ع) في الجلسة الأولى من مؤتمر الإمام الرضا (ع) الدولي السادس.
واعتبر التوحيد والأحدیة من مبادئ الإسلام، وأضاف: للأسف فإن الدين في الدول الأوروبية وخاصة البرتغال مخفي بشكل كبير في ظل العلمانية، والأحزاب والجماعات السياسية في هذه الدول لا تسمح لمبادئ الإسلام بالإنتشار حتى يصبح الناس أكثر دراية بمبادئ مثل التوحيد ووحدانية الله.
وفي إشارة إلى البعد السياسي لمبدأ التوحيد من وجهة نظر ثامن الأئمة (ع)، أضاف الباحث البرتغالي: من خلال دراسة المصادر المتوفرة، يمكننا أن نصل إلى فهم أن أساس وقاعدة العدالة الاجتماعية في نظر الإمام الرضا (ع) هو حقيقة التوحيد. وكذلك فإن الطريق الوحيد لإقامة العدالة الاجتماعية هو تكوين مجتمع توحيدي وتطبيق القوانين والأوامر الإلهية والتزام أفراد المجتمع بها.

استشهد مدير المعهد الإسلامي في جامعة یالس الباكستانية بآيات من القرآن الكريم، وقال: إن الابتعاد عن الظلم والعدوان ومقاومة الظلم أمر إلهي
رمز الخبر 6351
تعليقك