بحسب وكالة أنباء آستان نیوز، فإن الرسالة الذهبية هي اسم رسالة في موضوع الصحة والعلاج تنسب إلى الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، إمام الشيعة الثامن. وتذكر الروايات أنه كتب هذه الرسالة بناء على طلب الخليفة العباسي المأمون.
لقد حظيت هذه الرسالة باحترام كبير عبر التاريخ باعتبارها أهم مؤلف إسلامي في العلوم الطبية.
سُمیت هذه الرسالة بالرسالة الذهبية، لأنها كتبت وزخرفت بمداد الذهب بأمر الخلیفة المأمون. ويقال أيضاً أن رواة هذه الرسالة يصلون إلى محمد بن جمهور العمي أو الحسن بن محمد النوفلي، وقد وثقه رجال النجاشي واعتبروه من الثقاة.
ووفقاً لمصادر الروايات فقد قیل: أن أحد المجالس التي عُقدت في عهد المأمون کان مجلساً حول جسم الإنسان، واشترك فيه علماء كبار، وكان من بين الحاضرين جبرائيل بن بختيشوع وابن ماسويه.
ودار نقاش طويل بين الحاضرين حول تركيب جسم الإنسان وأنواع الأطعمة، وظل الإمام علي بن موسى الرضا (ع) صامتاً، ثم طلب منه المأمون أن يُبين علمه، فأجاب الإمام: بالإضافة إلى ما قاله أجدادي، فإني أذکر ما تعلمته بنفسي ودققته وصححته بالتجربة ومرور الزمن، ولا يستطيع أحد أن يتجاهله ويتركه، ويجب أن أجمعها بقدر ما ينبغي أن يعرفه الجميع.
التعریف بالرسالة
تتضمن هذه الرسالة فروعًا علمية بما في ذلك علم الأنسجة وعلم النفس والكيمياء وعلم الأمراض، وبحسب هذه الرسالة فإن صحة الإنسان تحدد بالعناصر الأربعة: الدم، والصفراء، والسوداء، والبلغم، وأن النسبة المناسبة منها تحافظ على الصحة.
وفي هذه الرسالة يصف الإمام(ع) الجسد بأنه أرض مَلِكها القلب، أما الأوعية الدمویة والأعضاء والدماغ فهم عُمالها.
وقد كتب علماء الشيعة المشهورون والمجهولون منذ القرن الرابع الهجري إلى اليوم شروحاً وتقارير كثيرة على الرسالة الذهبية التي يعتبرونها أول كتاب في الطب والصحة في الإسلام، وترجموها إلى الفارسية والأردية. كما ذكر منتجب الدين في قائمة مؤلفاته شرحاً على هذا الكتاب لأبي الرضا الراوندي بعنوان «ترجمة العلوي للطب الرضوي».
يوجد ضمن مخطوطات مكتبة ومتحف ملك الوطنية 17 مخطوطة من الرسالة الذهبية، 7 منها نسخ من النص الأصلي للرسالة الذهبية، يعود تاريخها إلى القرنين الحادي عشر والثالث عشر القمري.
المثير للاهتمام أن الإيرانيين ومنذ فترة طويلة أكثر دراية بترجمة هذه الرسالة، فإن مخطوطاتها الفارسية ذات قیمة عالیة وتتمتع بلمسة فنية.
إقامة برنامج الطبیب الخاص
أقيم برنامج الطبیب الخاص في مجموعة ملک بتاريخ 5 مايو 2025، بهدف دراسة وإدخال نماذج موجودة من هذا الإرث الخالد والأثر القيم في مكتبة ومتحف ملك الوطنية، وكذلك شرح مكانته في الطب في العالم الإسلامي وتأثيره على العلماء.
كما خُصص وقت في اللقاء للتعريف بمجموعة المخطوطات الطبية التي وقفها نادر شاه للحرم الرضوي الشریف.
وعلى هامش هذا اللقاء الذي أقيم في قاعة «العلوم في إيران الإسلامية» بحضور أساتذة من جامعة إيران للعلوم الطبية وجامعة طهران، قَدم أطباء الطب الإسلامي استشارات طبية وجلسات أسئلة وأجوبة مع الحضور.
الجدير بالذكر أن المكتبة الوطنية ومتحف ملك تم وقفها لصالح الحرم الرضوي في عام 1316 (1937) وهي مفتوحة لعشاق الثقافة كل يوم ما عدا أيام العطل الرسمية من الساعة 8:30 صباحاً حتى 4:30 عصراً على العنوان التالي: طهران، شارع الإمام الخميني(ره)، شارع سي تير، شارع يارجاني، شارع الأمم المتحدة (ساحة مشق).
تعليقك