تحدث الدكتور مرتضى انفرادي، مدير قسم الدراسات الاجتماعية للعتبات المقدسة في مجمع البحوث الإسلامية في العتبة الرضویة المقدسة، عن هذه الشخصية العظيمة في مقابلة مع مراسل آستان نيوز بمناسبة الثالث من أرديبهشت، يوم ذكرى الشيخ البهائي، وقال: لقد تبلورت المعرفة الإلهية في حياة الأئمة المعصومين (ع)، وكانت حياتهم مليئة بالقمم التي رفعت مكانة العلم والفكر إلى الصدارة.

وأوضح هذا الباحث: قال الإمام الرضا (ع) في الحديث المشهور: (رحم الله عبداً أحيا أمرنا...)، وعندما سُئل الإمام، كيف يتم إحياء أمركم؟ أجاب:« یتعلم علومنا و یعلمها الناس»، مما يدل على اهتمامهم بالعلم والتعلم.

وأضاف: إن الإمام الرضا (ع) يلقب بعالم آل محمد (ص)؛ ولذلك أصبح الحرم الرضوي الشريف بعد استشهاد هذا الإمام ملجأً وملاذا لكثير من علماء العلوم الإسلامية، و إن تأسیس الحوزات العلمية وتوسعها، ووجود علماء بارزين فيها منذ القرون الأولى إلى يومنا هذا، يدل على اهتمام العظماء بهذا المكان المقدس.

وأشار الدکتور انفرادي إلى أن مركزية الحرم الرضوي الشریف في مجال العلم والمعرفة أدت إلى دفن عدد كبير من هؤلاء المفكرين بجوار حرم الإمام الرضا(ع)، ومن بين هؤلاء العظماء؛ بهاء الدين محمد بن حسين العاملي المعروف بالشيخ البهائي.

وتابع: كان الشيخ البهائي عالماً حاذقا في الفقه والحديث والرياضيات والهندسة والطب والعمارة والشعر والأدب والفلسفة والمنطق والفيزياء والتصوف والفلك.

وأوضح: إن هذا العالم الشيعي الكبير وُلد قبل نحو خمسة قرون، في سنة 953 هـجریة قمریة، ثم بدأ التدریس في مدینة أصفهان؛ بحيث استفاد من بحر علمه طلاب مشهورون مثل الملا صدرا، ومحمد تقي المجلسي، والملا حسن فیض الكاشاني، وغيرهم.

وبحسب مدير قسم الدراسات الاجتماعية للعتبات المقدسة في مجمع البحوث الإسلامية في العتبة الرضویة المقدسة؛ فإنه بالإضافة إلى معرفة الشيخ البهائي العمیقة بعلوم الطب والعمارة، كان أيضاً من القلائل في علم الفلك الذين قالوا بحركة الأرض. لقد كانت إسهامات هذا المفكر العلمية في علم الفلك والنجوم عظيمة إلى درجة أن اليونسكو سجلت هذا العام في عام 2009 عاماً لعلم الفلك والشيخ البهائي.

وأضاف: لقد ترك هذا العالم نحو مائة رسالة وكتاب في مختلف العلوم؛ وأخيراً انتقل هذا العالم إلى رحمة الله عن عمر يناهز 76 عاماً في مدينة أصفهان، وتم دفنه حسب وصيته في الحرم الرضوي الشریف، في المكان الذي كان يدرس فيه، ويُطلق على قبره الآن اسم رقاق الشيخ البهائي.