الجامعة الرضوية تتمتع بنهج حضاري یمکنها من الحضور في الساحات الدولية

تتمتع الجامعة الرضویة للعلوم الإسلامية، باعتبارها أحد المراكز الحوزية الجامعية التابعة للعتبة الرضویة المقدسة، بنظرة دولية في مجال تطوير ونشر العلوم الدينية وقدمت خدمات متنوعة للمسلمين في دول العالم منذ تأسیسها.

قال مسؤول الشؤون الدولية في الجامعة الرضویة للعلوم الإسلامية لآستان نيوز: نظرا لهدف العتبة الرضویة المقدسة في النهوض بالعلوم الإسلامية حول العالم، فقد بدأت هذه الجامعة أيضا أنشطتها العابرة للحدود منذ بداية تأسيسها أي عام 1985، ويمكن ملاحظة ذلك في المقررات الجامعية التي تُدَرس للطلاب منذ ذلك الحين.
قبول الطلاب من جمیع أنحاء العالم
أشار حجة الإسلام محسن أسدي موحد، إلى أن متولي العتبة الرضویة الراحل؛ آية الله الطبسي (ره)، كان له نهج حركي وحضاري فیما یتعلق بأنشطة الجامعة الرضوية، قائلا: وفقا لهذا الرأي استقبلت هذه الجامعة نخبة من الطلاب الأجانب من جميع أنحاء العالم منذ بداية سنوات تأسيسها.
 وقال: إن أول مجموعة من الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الجامعة الرضوية للدراسة كانوا 12 طالبا صينيا؛ هم الآن أساتذة في الحوزة الدينية ومسؤولين ثقافيين دينيين في الصين، و أحد خريجي هذه الجامعة الصينيين أنشأ إذاعة قرآنية في الصين، كانت فعالة ومفيدة للغاية في الترويج للإسلام ومذهب التشیع.
وتابع: المجموعة التالية من الطلاب الأجانب في الجامعة الرضوية كانت ستة طلاب باكستانيين، معظمهم من الأشخاص المؤثرين في الشؤون الدينية والثقافية في باكستان.
وأضاف أسدي موحد: كان هناك أيضا 34 طالبا من طاجيكستان والبوسنة والهرسك وأوغندا، عرفهم آية الله التسيخيري، وفي الواقع، بالتعاون بین الجامعة الرضوية ومجمع التقریب بین المذاهب، وبنفس النظرة الحضارية والحركية، یتم اختيار الطلاب للدراسة في هذه الجامعة.
وأضاف: آخر المجموعات التي تم قبولها في العامين الماضيين كانت 15 طالبا علويا من سوريا وطلابا من أصل أفغانستاني مسجلين بجوازات سفر أسترالية، وبالطبع يدرس طلاب أفغان آخرون أيضا في هذه الجامعة بشكل منتظم سنویا.
وفي إشارة إلى قبول طلاب من ألبانيا ودول أوروبية أخرى للدراسة في الجامعة الرضوية في المستقبل القريب، أشار أسدي موحد: في المجموع تخرج من هذه الجامعة حتى الآن حوالي 100 طالب أجنبي، وجميعهم یعملون بالتدریس والإرشاد الدیني في جميع أنحاء العالم.
عقد المؤتمرات الدولية
اعتبر مسؤول الشؤون الدولية في الجامعة الرضویة للعلوم الإسلامية عقد المؤتمرات العابرة للحدود نشاطا مهما آخر لهذه الجامعة، وقال: إن أهمية هذا الموضوع بالنسبة لنا هي لدرجة أن افتتاح هذه الجامعة تزامن مع عقد مؤتمر الإمام الرضا(ع) الدولي الأول الذي عقد في الجامعة الرضوية.
كما جاء المرشد الأعلى  للثورة الإسلامیة، الذي كان رئيسا في ذلك الوقت  للمشاركة في حفل افتتاح هذا المؤتمر العالمي.
وفي إشارة إلى الحضور النشط والناجح للجامعة الرضوية في عقد مؤتمرات مشتركة مع دول العالم الأخرى، قال: من بين هذه المؤتمرات مؤتمرعمر شمس الدين أو الشيخ أجل الدولي بالتعاون مع جامعة يويين الصينية، والجامعة الرضوية، وجامعة الفردوسي في مشهد؛ و الاجتماع الأول لتأسيس حزب الله اللبناني عام 1987 بحضور شخصيات بارزة مثل الشيخ زكزاكي، زعيم شيعة نيجيريا؛ وكذلك لقاء السفراء في الخارج خلال وزارة الدكتور علي أكبر ولايتي.
إرسال مبلغین دوليين إلى الخارج
وفي إشارة إلى أنشطة الجامعة الرضوية في مجال الدعاية الدينية، قال أسدي موحد: منذ عام 1990، تقوم هذه الجامعة بالتعاون مع وزارة الخارجية ومنظمة الدعاية الإسلامية بإرسال مبلغین إلى الخارج، تم إرسالهم في البداية إلى دول أفريقية مثل تنزانيا وناميبيا وزامبيا وغيرها. ومن ثم تم إرسال مبلغین إلی بلدان أخرى.
وأضاف: حتى الآن، تم إرسال أكثر من 30 مبلغا دوليا إلى الخارج بشكل مؤقت لنشر العلوم الدينية، ومعظم هؤلاء المبلغین یعملون حاليا في مناصب سياسية وثقافية ودينية في البلاد.

تبادل الأفكار والتعاون العلمي مع الدول الأجنبية
قال ممسؤول الشؤون الدولية في الجامعة الرضویة للعلوم الإسلامية: من الأنشطة العابرة للحدود الأخرى لهذه الجامعة التعاون وتبادل الرأي العلمي مع الجامعات والمراكز الثقافية والدينية في الدول الأخرى، بما في ذلك التعاون العلمي مع جامعة السوربون في باريس.
وأشار إلى أن الجامعة الرضوية تتعاون أيضا مع بعض الدول الإسلامية في مجال نشر الكتب، مضيفا: إن كتاب « ديوان شميم الولاء في النبي وآله النجباء» هو أحد هذه الأعمال التي نشرت مؤخرا في « منشورات كربلاء للدراسات والبحوث» في العراق بالتعاون مع الجامعة الرضوية والعتبة الحسينية.
وفي الختام، أكد أسدي موحد أن الجامعة الرضویة للعلوم الإسلامية هي مرآة كاملة لرسم النظرة الصحيحة للإسلام والتشیع، مشيرا إلى أن طلاب هذه الجامعة، وخاصة الطلاب الأجانب، يمكن أن يكونوا نشطين في العديد من الموضوعات المعاصرة بسبب دراستهم في الموضوعات الدينية والأكاديمية، ومن ناحية يمكن أن يكونوا سفراء جيدين للتعريف بالجمهورية الإسلامية والعتبة الرضویة للعالم، ومن ناحية أخرى يمكنهم استقطاب أوقاف في الخارج لصالح العتبة الرضویة المقدسة.

رمز الخبر 5494

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha