تُعَد المكتبة المركزية في العتبة الرضویة المقدسة كنزا فريدا للباحثين حول العالم

تعتبر المكتبة المركزية في العتبة الرضویة المقدسة من أهم كنوز إيران والعالم الإسلامي بتاريخ يمتد لمئات السنين، والتي تحتوي على كنوز فريدة في مجال المخطوطات والطباعة الحجرية والرصاص والوثائق والصحافة. من ناحية أخرى ، يتم الاحتفاظ بمجموعة متنوعة من المصادر المطبوعة بلغات مختلفة من العالم في مستودعات المکتبة الرضویة.

وفقا لتقریرآستان نيوز، فإن المكتبة المركزية في العتبة الرضویة المقدسة، باعتبارها أهم مكتبة تابعة لمنظمة المكتبات والمتاحف ومركز التوثيق في العتبة المقدسة، والتي حصلت على العديد من الأوسمة مثل اختيارها في قائمة 1001 مكتبة في العالم من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) وحصولها علی المرتبة السابعة من بين 20 مكتبة معروفة غيرت العالم، کما تم اختيارها من قبل موقع «قاعدة البيانات التعليمية الحرة (OEDB)» في الولايات المتحدة الأمريكية وتم تسجيل جزء من الوثائق التاريخية الموجودة في المكنز الرضوي في الذاكرة العالمية لليونسكو، ولا تزال موضع إهتمام العلماء والباحثين خارج حدود إيران الإسلامية وتقدم لهم خدمات قيمة.
في ما يلي سنستعرض مجموعة مختارة من أنشطة المکتبة الرضویة علی الصعید الدولي، وخاصة خدماتها المقدمة لزائري حرم الإمام الرضا(ع) من غیر الإیرانیین:
 من زيارات المجموعات الأجنبية إلى التعاون المشترك
تعد المكتبة المركزية في العتبة الرضویة المقدسة من أهم الأماكن التي تزورها وفود ومجموعات أجنبية بارزة، وخاصة الأساتذة والباحثين، خلال زيارتهم لمدینة مشهد المقدسة و العتبة الرضویة المقدسة.
ومن هذه الزيارات زيارة سفير أوزبكستان إلى إيران، وزيارة مجموعة من أساتذة اللغة الفارسية وآدابها البارزين في طاجيكستان، وزيارة عالم یمني بارز، وزيارة رئيس مركز البحوث الإسلامية في العتبة العلویة المقدسة في النجف الأشرف إلى المكتبة المركزية لهذه العتبة المقدسة هذا العام.
كما مهدت بعض هذه الزيارات الطريق للتعاون المشترك بين هذه المكتبة والمؤسسات والمراكز الثقافية في الخارج.
 
فعلى سبيل المثال، أدت زيارة وفد من مكتبة «غازي خسرو بك» في البوسنة والهرسك العام الماضي إلى زيارة رئيس مكتبة غازي خسرو بك إلى جانب مختص ترمیم الکتب في هذه المكتبة، للمکتبة الرضویة هذا العام.
وفي غضون ذلك، أدت بعض هذه الزيارات أيضا إلى توقيع مذكرات تعاون، مثل توقیع منظمة المكتبات والمتاحف ومركز التوثيق في العتبة الرضویة المقدسة مذکرة تفاهم وتعاون مشترک مع مكتبة الدراسات الآسيوية التابعة لجامعة طوكيو باليابان، من أجل تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بتعزيز وتحديث خدمات المكتبات في المجالين المادي والافتراضي، بما في ذلك مجالات مثل تطوير المصادر الإلكترونية والمكتبات الرقمية، وحفظ الموارد المكتبية وترميمها في عام 2023.
 الإحتفاظ ب 123 ألف كتاب ب 92 لغة
يعد مركز المخطوطات وورش الترميم والمستودع المتخصص وقاعة الكتب الأجنبية وقاعة الباحثين في المكتبة المركزية في العتبة الرضویة المقدسة من أهم أقسام هذه المكتبة التي تزورها المجموعات الأجنبية.
و يولي الزائرین غير الإيرانيين اهتماما خاصا بالإستفادة من خدمات وموارد القاعة المتخصصة للكتب الأجنبية في المكتبة، لأنه في الوقت الحاضر، يتوفر للزوار في هذه القاعة 123ألف كتاب مطبوع ب 92 لغة حية في العالم (باستثناء الفارسية والعربية)
كما تستقبل قاعة الباحثين بالمكتبة الرضوية الباحثين غير الإيرانيين، لدرجة أن باحثين من دول مثل أفغانستان وباكستان والهند والعراق وأذربيجان والصين ونيجيريا والولايات المتحدة وكينيا استفادوا هذا العام من خدمات ومرافق قاعة الباحثين في هذه المكتبة.
ولا يقتصر تقديم خدمات المكتبة للزائرین والباحثين غير الإيرانيين على الخدمات الحضوریة، حيث یستفید مستخدمون من 123 دولة من خدمات مكتبة العتبة الرضویة الرقمية.
في الأشهر الثمانية الآخیرة من هذا العام، كان للباحثين والطلاب من دول مثل أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية ورومانيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا الحصة الأکبر من خدمات المكتبات الرقمية.
في ديسمبر من هذا العام، بالإضافة إلى الباحثين الإيرانيين، زار مستخدمون من 23 دولة موقع هذه المكتبة الرقمية.  
 
نشر النفائس بلغات مختلفة

بالإضافة إلى ذلك، نشرت منظمة المكتبات والمتاحف ومركز التوثيق في العتبة الرضویة المقدسة أعمالا بلغات غير اللغة الفارسية تنفيذا لحركة نشر النفائس الرضویة.
من هذه الأعمال یمکن الإشارة لكتاب الفهرس «نصوص ماقبل الإسلام في مكتبة العتبة الرضویة المقدسة».
ويمكننا أيضا أن نذكر كتاب « الکشاف» (فهرس مخطوطات المكتبات اليمنية) المكون من مجلدين والذي صدر باللغة العربية.
وقد تم نشر الكتاب الذي يتضمن فهرسا لمجموعة من الميكروأفلام المنتجة من المكتبات اليمنية ويضم ما مجموعه 1046 عنوانا من مخطوطات تلك المكتبات، وقد تم نشره هذا العام من قبل منشورات المنظمة.
من ناحية أخرى، أدى اهتمام العلماء والباحثين في الدول الأخرى بمكتبة العتبة الرضوية المقدسة إلى وقف الأعمال الثقافية، بما في ذلك النفائس الخطیة، لصالح هذه المكتبة في فترات تاريخية مختلفة.
فعلى سبيل المثال، هذا العام، وبجهود هذه المنظمة، صدر كتاب «مكتبة الشيخ محمد خاتون (رئيس حكومة عبد الله قطب شاه في حيدر أباد، جنوب الهند)» مع التركيز على التعریف بمخطوطات أسد الله خاتون الوقفية إلى هذا العتبة المقدسة.
تم نقل هذه المخطوطات التي تضم 400 مخطوطة ولها العديد من الأهمية التاريخية والدينية والثقافية والسياسية من الهند إلى إيران وتم وقفها لصالح مكتبة العتبة الرضویة المقدسة عام 1067 قمري من قبل أسد الله بن محمد مؤمن خاتون العاملي.
كما تم إعداد ثلاثة فهارس منفصلة بثلاث لغات مختلفة (الفارسية والعربية والإنجليزية) من أجل التعريف بمنظمة المكتبات والمتاحف ومركز توثيق العتبة الرضویة المقدسة.
كما تم نشر كتيبات بثلاث لغات تقدم الخدمات الرقمية والإلكترونية للمكتبة الرضوية هذا العام وأتيحت للمهتمين، وخاصة الزائرین غير الإيرانيين.

رمز الخبر 5490

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha