وفقا لتقرير "آستان نيوز" السيد حسنين الحلو هو قارئ ومقدم في التلفزيونات العراقية، وهو الآن مؤذن وقارئ في العتبة العباسية المقدسة، عاش سنوات طفولته في مدينة قم المقدسة، حيث تعلم اللغة الفارسية وأتقنها.
الناس في إيران يحبونك كثيرا، لأنك والسيد رضوان درويش تشاركون في البرنامج القرآني "المحفل" كممثلين للعراق وسوريا، والوحدة التي نبحث عنها تحققت بفضل القرآن وبتواجدكم أيها الأعزاء في هذا البرنامج..
نعم، الأمر كذلك، بين شعبي إيران والعراق علاقة وثيقة مع بعضهما البعض، ونشهد تجلي هذه الصداقة والأخوّة في مناسبات مختلفة، فأنا أعمامي قاتلوا في مواجهة حزب البعث خلال سنوات الدفاع المقدس واستشهدوا ودفنوا في مقبرة شهداء قم، واستشهد أقارب آخرون لي على يد صدام في العراق، ففي الانتفاضة الشعبانية التي حدثت عام ۱۹۹۱ استشهد ما يقرب من ۱۰۰ من أقاربي على يد نظام البعث العراقي. ونتيجة لذلك، فإننا نتعاطف مع الشعب الإيراني وحاربنا ضد صدام، لقد بذلنا الدماء وتحملنا النزوح والتشرد.
وفي حرب داعش، كان الإيرانيون هم الذين ذهبوا إلى العراق وسوريا للدفاع عن مراقد أهل البيت (ع) وأصبحوا المدافعين عن العتبات المقدسة.
باعتبارك قارئا ومؤذنا في حرم مولانا العباس عليه السلام فهلا حدثتنا عن شعور تلاوة القرآن ورفع الآذان في مرقد قمر بني هاشم.
دائما ما يكون لعتبات كربلاء شعور خاص، لكن في بعض المناسبات تختلف الأحاسيس والمشاعر وتصبح خاصة وروحانية للغاية؛ مثل الليلة الأولى من شهر محرم، أو ليلة عاشوراء، أو أيام الأربعين، حيث يكون هناك أجواء سماوية ونورانية خاصة وفريدة من نوعها.
كثيرا ما أتلو القرآن الكريم قبل أذان الفجر في مرقد أبي الفضل (ع)، لا أستطيع حقًا أن أصف لك كم هو شعور فريد وجميل.
أعلم أن الإيرانيين مخلصون ومحبون جدا للإمام الحسين (ع) ولمولانا أبي الفضل (ع) وكلما رأوني يطلبون مني أن أتذكرهم خلال شهر رمضان المبارك بين الحرمين. لقد وعدت شعب إيران في برنامج محفل أنني كلما ذهبت إلى العتبات المقدسة في كربلاء سأذكرهم وأدعو لهم وأزور بالنيابة عنهم.
الإمام الرضا(ع) من الأئمة الذين نتوجه إليهم جميعاً ليكون وسيلة لنا إلى الباري سبحانه، وهو الذي لا يترك طلباً لأحد من الزوار دون إجابة. فماذا طلبتم من الامام الرضا(ع) حين تشرفكم بزيارة حرمه الشريف؟
معظم الأشياء التي سألتها الباري تعالى واستجيب دعائي كانت عن طريق أهل البيت(ع)، ولكن في هذا العمر أخجل أن أطلب شيئاً لنفسي. عندما أزور مرقد الإمام عليه السلام، لا يتبادر إلى ذهني إلا تلك الرغبات والاحتياجات التي تتعلق بجميع المسلمين وبنصرة الإسلام وأهله، وأنا أريد من جميع أهل إيران أن يتذكروا أهل العراق وجميع الشيعة في مرقد الإمام الرضا (ع) ويكثروا من الدعاء للأمة الإسلامية، وخاصة شعب لبنان وفلسطين، حتى يتحرروا من براثن الصهاينة المجرمين.
ما هو شعوركم عندما تقرؤون القرآن الكريم في حرم الإمام الرضا(ع)؟
شعور جميل وفريد جداً هنا حيث اجتماع القرآن الكريم والعترة معاً. المجالس القرآنية هي أفضل مجالس الأرض، هذه المجالس مفعمة بذكر الباري تعالى وذكر النبي الأكرم(ص) وأهل بيته الأطهار(ع). كثير من الناس يشاركون في مجالس ومحافل التلاوة طلبا للأنس بالقرآن الكريم ولينهلوا المزيد من معينه المبارك وليصول إلى طمأنينة النفس وسكينة الروح بالاستماع إلى آياته النورانية الشريفة.
لقد شهد محفل القرآن الكريم الذي شاركتم فيه في حرم الإمام الرضا(ع) حضور حوالي نصف مليون من الزائرين والمجاورين، فبرأيكم ما هو السر في هذا الإقبال الكبير على المشاركة في محفل تلاوة القرآن الكريم؟
إنه بلا شك محفل قرآني عظيم، عندما أفكر في تلك الساعات أشعر بالرغبة بالبكاء، أكبر محفل قرآني في العالم الإسلامي يقام بجوار مرقد الإمام الرضا (ع) وحضره نصف مليون شخص. كان محفلا نورانيا مباركا فيه ذكر الثقلين؛ القرآن الكريم والعترة الطاهرة. وأضفى حضور إخواننا الفلسطينيين في المحفل طابعاً خاصاً على الحدث، وأدعو الباري سبحانه وتعالى بحق القرآن الكريم وحق أهل البيت(ع) وبدعاء الإمام الرضا أن ينصر الفلسطينيين واللبنانيين وينقذهم من براثن هؤلاء المغتصبين الصهاينة.
حوار/ السيد حسنين الحلو القارئ العراقي الدولي تشرف قبل مدة بزيارة الحرم الرضوي الشريف للمشاركة في برنامج المحفل الذي أقيم في هذا المكان المقدس والذي حضرته جموع غفيرة من زائري الحرم الشريف ومجاوريه.
رمز الخبر 4864
تعليقك