بحسب موقع« آستان نيوز»، فقد حضر حجة الإسلام والمسلمين أحمد المروي تجمع علماء الدين وطلاب المدارس الدينية والحوزات العلمیة في مدینة مشهد المقدسة الذي عقد تنديداً بالجريمة الإرهابية التي ارتكبها الکیان الصهيوني والتي أدت لاستشهاد الأمين العام لحزب الله في لبنان، في مدرسة نواب العلمیة في مشهد، وبعد تقدیم العزاء باستشهاد السيد حسن نصر الله لإمام العصر والزمان (عج) والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية وشعب لبنان الكريم والأحرار في جميع أنحاء العالم، قال فضيلته: يتصور الکیان الصهيوني المجرم أنه باستشهاد هؤلاء القادة العظماء وإراقة دماء هؤلاء المجاهدين الطاهرة في سبيل الله ستزول العوائق أمام عدوانهم وظلمهم؛ لكنه لا يعلم أنه بإذن الله سیولد المئات من المجاهدين من أمثال نصرالله من دماء الشهيد السيد حسن نصرالله الطاهرة.
وأضاف: اغتالت إسرائيل السيد عباس الموسوي مؤسس حزب الله أملاً في تدمير هذا الحزب المجاهد، لكن بعد ذلك لمع نجم السيد حسن نصر الله وتربى في مدرسته جنود مخلصون ومجاهدون مضحون مثل عماد مغنية، وحتى اليوم هناك المئات من أمثال عماد مغنية داخل حزب الله.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الرضویة: بشهادة السيد عباس الموسوي، لم یغلق ملف حزب الله ، بل أصبح أوسع وأشمل، والآن بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، بتوفيق من الله، سیصبح نهج حزب الله والمقاومة في المنطقة أوسع وأكبر وأعمق.
وأشار إلى أن الأمر بهذا الهجوم الإرهابي صدر من نيويورك، فقال: إن الأمر بهذا الهجوم صدر من نيويورك باعتبارها مركز الفتنة في العالم؛ وهذا يعني أن إسرائيل ليست وحدها، وأن أمريكا وأوروبا متورطتان أيضاً في هذا القتل و هذه الجريمة؛ وهذا الأمر بالاغتیال فتح باب جهنم للعصابة الصهيونية وأميركا المجرمة وأعوانهما، وفتح باب الجنة للسيد حسن نصر الله؛ نحن تأثرنا کثیرا باستشهاد هذا المجاهد البطل، ولكننا نغبطه على مكانته الروحیة الرفیعة عند الله عز وجل.
الإستکبار العالمي وضع كل رأس ماله في خدمة اسرائیل
وأشار المتولي الشرعي للعتبة الرضویة إلى وحشية الکیان الصهيوني في الهجوم على غزة ولبنان، قائلا: اذا لم تشعر أي جماعة وحكومة بقرب نهايتها وزوالها، فإنها لن تنزل بكل رأس مالها إلى الميدان؛ وحقيقة أن الاستكبار وأميركا على رأسهم قد نزلوا اليوم إلى الميدان بكل رأسمالهم دليل على إحساسهم بالخطر الجسيم؛ فهم يرون أن الکیان الصهیوني المزيف معرض للدمار والزوال.
وأضاف: الاستكبار العالمي نزل بكل ما لديه من أسلحة ورأسمال مادي و روحي إلى الميدان؛ ورأسمالهم المعنوي هو عمر من الشعارات الكاذبة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية والقوانین الواجب الإلتزام بها في الحرب والتي وضعوها تحت أقدامهم ولم یلتزموا بها. لقد تخلوا عن كل تلك الشعارات الکاذبة وأزاحوا الستار عن وجههم الحقیقي الذي لایعرف إلا الخداع والنفاق، فهاجموا المستشفيات والمدارس والمخيمات دون الاكتراث للرأي العام العالمي، لأنهم لا يرون أي طريقة لمواصلة حياتهم المخزية إلا من خلال هذه الجرائم الوحشیة.
وقال حجة الإسلام والمسلمين مروي: إن الکیان الصهيوني اليوم في وضع حرج يجعله مستعداً لتقديم كل رصيده المادي والمعنوي لمواصلة حياته. لقد فقد جزءاً كبيراً من الرأي العام العالمي، وخرج الکثیر من الأساتذة والطلاب في الجامعات الأمريكية بمظاهرات ضده، ومن الصعب عليه أن يتحمل مثل هذه المشاهد.
الصفات الشخصية والروحية المتميزة للشهيد نصر الله
وفي جزء آخر من كلمته ذکر المتولي الشرعي للعتبة الرضویة المقدسة بعض المزايا والصفات الشخصية والروحية والسلوكية المنقطعة النظیر للسيد حسن نصر الله وأشار إلى رواية لأمير المؤمنين علي (ع) مخاطبا شیعته، «اَعینونی بِوَرَعٍ وَ اجتِهادٍ وَ عِفَّةٍ وَ سُدادٍ.» وأوضح: أن السيد حسن نصر الله؛ سید المقاومة كان يتمتع بجميع الصفات التي ذكرها أمير المؤمنين(ع) في هذه الرواية
واعتبر الشیخ المروي أن توسل السید حسن نصر الله بالمعصومین(ع) له دور کبیر جدا في الإنتصارات التي حققها وقال: السيد حسن نصر الله، بالإضافة إلى إیثاره و تضحياته الفريدة وعبقريته الاستثنائية، وبالإضافة للإیمان الخالص بوعد الله والتوسل بأهل بیت النبوة(ع)، حل العديد من العقد التي واجهت المقاومة وجعل الانتصارات المستحيلة ممكنة؛ وكانت نتيجة جهاد هذا الرجل العظيم هزيمة مخططات إسرائيل في لبنان وقطع يد الصهيونية المجرمة وداعش عن هذا البلد.
وذكر حجة الإسلام والمسلمين مروي أن السيد حسن نصر الله كلما کان یأتي إلى إيران؛ كانت زيارة حرم الإمام الرضا (ع) من ضمن برامجه المؤكدة، وقال: هذا المقاوم البطل، لو كان لديه وقت ولو لساعتين أو ثلاث کان یأتي لزیارة الإمام الرضا (ع) وكان يؤكد دائماً على التوسل بأهل بیت العصمة والطهارة (ع) و کان یعتبر أن السر الرئيسي للنصر في حرب الـ 33 يومًا هو فضل وعنایة خاصة من السیدة الزهراء سلام الله علیها.
« الشهيد نصر الله» قضى حياته كلها في الجهاد في سبيل الله
اعتبر المتولي الشرعي للعتبة الرضویة المقدسة أن الصفة الثانیة للسید حسن نصر الله هي؛ « العمل لیلا نهارا في سبیل الجهاد» وقال: لقد حُرم هذا المجاهد العظيم وحامل لواء المقاومة من الحياة الطبيعية الهادئة التي يتمتع بها جميع البشر لسنوات عديدة، وسار منذ شبابه على طريق الجهاد في سبيل الله؛ وکان یقول: « أحياناً لا أرى الشمس لعدة أشهر، ولا أميز بين النهار والليل إلا من خلال الساعة»؛ لكنه قبل كل هذه المشاق والصعوبات بسعة صدر وإيمان واعتقاد قلبي راسخ من أجل تحرير القدس الشریف وخلاص الأمة الإسلامية من الظلم الصهيوني.
وأضاف: إن الکیان الصهيوني الغاصب هاجم لبنان مرتين عامي 2000 و2006 لاحتلال أجزاء من أراضیه، لکن الذي تصدى لهؤلاء الغزاة الوحوش ودافع عن الأراضي اللبنانية ولم يسمح للصهاینة باحتلال ولو شبر واحد من الأراضي اللبنانیة هو حزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله.
وقال: كان اهتمام السيد حسن نصرالله الوحید هو المقاومة، ولم یکن يتردد في بذل أي جهد وتضحية وتحمل المشقة والمعاناة في هذا السبیل. قام سيد المقاومة بضخ دماء جديدة في عروق المسلمين والأمتين المضطهدتين في لبنان وفلسطين ودرب الآلاف من المقاتلين الشجعان والمضحین الذين تمكنوا من تطهير سوريا ولبنان من وجود تنظیم داعش الإرهابي بمساعدة الشهيد الحاج قاسم سليماني والکثیر من قدموا شهداء في سبیل نصرة الإسلام.
قال حجة الإسلام والمسلمين مروي: في حرب الأيام الستة عام 1967 بين العرب وإسرائيل حاربت عدة دول عربية إسرائيل، لکنها هزمت خلال أسبوع، لكن في حرب 33 يوما مع إسرائيل؛ حزب الله والذي یعتبر حرکة جهادیة هزم إسرائيل، فهذا هو النصر والوعد الإلهي للذين يسيرون في طريق الله.
« الإصرار والثبات» كانت سمة السيد حسن نصرالله
وأوضح المتولي الشرعي للعتبة الرضوية المقدسة صفة أخرى للسيد حسن نصر الله وهي « السداد» الذي يعني الاستقامة والثبات على المصاعب في سبیل الله وقال: فالصبر والثبات ضروريان للمؤمن، وقد كان السيد حسن نصر الله ثابتاً في الفكر والقول والعمل، وكانت خطاباته ومواقفه مؤثرة في أحداث المنطقة، وکان سياسيو العالم یرکزون علی كلماته ومواقفه، کما کان السید حسن نصر الله سیاسیا دوليا بارزا، كان على درجة عالية من الذكاء، وكان يتمتع بفهم صحيح، وتحلیل دقیق لقضايا المنطقة والعالم.
وقد اعتبر حجة الإسلام والمسلمين المروي الولاية من الصفات المهمة الأخرى للسيد حسن نصر الله وقال: نشأ قائد المقاومة وتلقی تعلیمه في مدرسة الامام الخميني، لقد كان يعتبر نفسه جنديا مطيعا لقائد الثورة الإسلامیة وکان یلتزم بما یقوله قائد الثورة، و هذه السمة من أسرار انتصار هذا المجاهد العظيم، ولهذا السبب قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامیة في رسالته، إن« السيد حسن نصرالله نهج ومدرسة»
شرف الوطن واقتداره يعتمدان على اتباع قيادته
أشار المتولي الشرعي للعتبة الرضویة، في الجزء الأخير من كلمته، إلى بعض الشبهات والتشكيك في مؤسسات مهمة في البلاد؛ وقال: في بعض مواقع التواصل الإجتماعي والمحادثات وغيرها، يتم التعبير أحيانًا عن سبب عدم اتخاذ أي إجراء ضد الكيان الصهيوني المحتل، ولنعلم أنه عندما يتم التشكيك في مؤسسة مهمة ومخلصة لنظام الحکم في الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقائد الثورة، فإنه یتم التشکیک بشکل غیر مباشر بمنصب القیادة؛ إن شرف وقوة الثورة والوطن يعتمد على الطاعة الخالصة والثقة الكاملة بقائد الثورة.
وأضاف: أي نغمة مشؤومة تستهدف تحت أي عنوان، ثوري أو غير ثوري، مکانة ولایة الفقیه أو تحاول بشكل مباشر أو غير مباشر خلق ولو أصغر خلل في عقیدة وثقة الناس في المرشد الأعلى للثورة الإسلامیة، هو نوع من الإختراق لصالح العدو أو اللعب في أرض العدو.
وقال حجة الإسلام والمسلمين مروى: لا ينبغي أن يتأثر المرء بالمظاهر والكلمات والأقنعة الخادعة، فالمؤشر خلال هذه السنوات بعد قیام الثورة المجیدة والذي عبر بالبلاد من ممرات خطيرة ومرعبة بسلامة و حقق الانتصار هو الثقة بقائد الثورة؛ السيد حسن نصر الله، الذي كان هو نفسه في القمة، كان على درجة من العلم والذكاء، لدرجة أنه اعتبر نفسه جندياً مخلصا لقائد الثورة في كل المواقف.
ذكر المتولي الشرعي للعتبة الرضویة المقدسة أن طريق شهداء المقاومة ممهد واليوم ستواصل المقاومة طریق الشهداء بإصرار أكثر من قبل، وقال: دماء الشهداء تقرب زوال الکیان الصهيوني، وبإذن الله دماء الشهيد السيد حسن نصر الله الطاهرة ستنجب مئات المجاهدين الآخرین.
رمز الخبر 4767
تعليقك