وفقت لتقرير "العتبة نيوز" أكدّ الرئيس الإيراني أنّ عالم اليوم بات متعطشا للعدالة والقيم الدينية ولا سيما أجيال الشباب، وقال: علينا التركيز في مسألة العدالة على الجانب العملي، أي كيفية تطبيق وإجراء العدالة في المجتمع وبين الناس، وتحديد مؤشرات تطبيق العدالة،ـ داعيا الباحثين والعلماء إلى إجراء دراسات وبحوث في هذا المجال.
ولفت إبراهيم رئيسي إلى الجرائم التي ترتكب اليوم في غزة موضحا أنها المصداق الأبرز لغياب العدالة ورسوخ الظلم، وقال: كما أنّ قتل الأطفال في قصة سيدنا موسى وفرعون كانت البداية لزوال فرعون وانتصار أمّة النبي موسى(ع) فكذلك ستكتب دماء أطفال غزة الشهداء نهاية الكيان الصهيوني المجرم.
هذا وقد ألقى سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة في المراسم الافتتاحية لهذا المؤتمر أكدّ فيها أنّ تعاليم الإمام الرضا والأئمة المعصومين قد تضمنت الوصفة الكاملة والعملية للعدالة، وقال: إنّ الإنسان المعاصر متعطش للخطاب الذي يمكنه أن يضمن ويؤمّن تحقيق العدالة الحقيقية.
وطلب فضيلة الشيخ المروي المفكرين والنخب الإسلامية في العصر الحاضر تقديم نماذج دقيقة وقابلة للتحقيق للعدالة، وأوضح قائلا: اليوم يجب على كلّ من ينتمي إلى مدرسة القرآن والعترة؛ ولا سيما النخب والمفكرين التأمّل والتفكير في الإطار الفكري للإمامة والولاية في مفهوم العدالة سواء في المجال النظري أو في مجال التنفيذ والعمل للوصول إلى فهم صحيح للعدالة، ويجب عليهم اقتراح نظرية منقحة للعدالة، ووضع نماذج دقيقة وقابلة للتحقق للعدالة على مختلف المستويات الفردية والأسرية والاجتماعية، وخاصة على مستوى الحكم وحل المشكلات المتعلقة به، وتوضيح طبيعة العدالة ومتطلباتها في أفق الحضارة الإسلامية الحديثة.
بدوره ألقى سماحة السيد سعيد رضا العاملي أمين المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا(ع) كلمة أوضح فيها أنّ محور هذا المؤتمر هو الرؤية الحضارية للإمام الرضا عليه السلام، مع التأكيد على أبرز رجاء وهدف في العالم وهو العالة وتحقيقها للجميع، وكذلك مع التأكيد على دراسة أكبر تحد يواجه العالم المعاصر ألا وهو تفي الظلم والتمييز في أرجاء المعمورة.
وأضاف: يهدف هذا المؤتمر إلى معرفة حقيقة إلهية واكتشاف أسرارها ومعرفة واقع العالم المعاصر، وهو يقام في وقت نشهد فيه اتساع رقعة الظلم ورسوخه في العالم، ويأس الناس من تحقيق العدالة العالمية، وبشكل من الأشكال نرى أنّ أكثرية الناس يتعرضون لنوع من الظلم، وهنا يجب أن ننتبه إلى أنّ عصرنا هو عصر الاتصالات العالمية، وبشكل ما نحن جميعا بتنا نعيش في بيئة واحدة، ونخضع جميعا لقاعدة التأثير والتأثّر، وقد أمرنا الباري تعالى بالعدل والإحسان (إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان) (سورة النحل، الآية ۹۰)، إنّ العدالة قيمة إنسانية عظيمة، وهي قاسم مشترك بين جميع الأديان السماوية، وفي الأساس فإنّ حسن العدل وقبح الظلم هو أمر سام ورأي محمود تقبل جميع العقول.
كما ألقى الدكتور عبد الحميد طالبي مدير المنظمة الثقافية والعلمية في العتبة الرضوية المقدسة كلمة في المراسم الختامية للمؤتمر أعلن فيها عن استمرار إقامة هذا المؤتمر في السنوات القادمة بواقع دورة واحدة كل عامين، وقال: تم التخطيط لإقامة سبع دورات من مؤتمر الإمام الرضا(ع) العالمي، وسوف تتمحور الدورة السادسة منه حول موضوع الكرامة الإنسانية. وأشار طالبي إلى تحديد موضوعات بعض الدورات المستقبلية من المؤتمر وقال: ستتمحور الدراسات في الدورات القادمة من المؤتمر حول موضوعات التمييز، والكرامة، والحقوق الإنسان، والأسرة.
تجدر الإشارة أنّ المراسم الختامية للمؤتمر شهدت تقديم متولي العتبة الرضوية المقدسة هدية إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهي نسخة مصورة من القرآن الكريم عن نسخة مصحف المشهد الرضوي؛ التي تعد من أقدم النسخ المكتشفة للقرآن الكريم، حيث يعود تاريخ كتابتها إلى القرن الأول الهجري.
اختتام مؤتمر الإمام الرضا عليه السلام العالمي الدولي؛ المقام تحت شعار "العدالة للجميع ولا ظلم لأحد" بحضور رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية سماحة السيد إبراهيم رئيسي.
رمز الخبر 4380
تعليقك