التعريف بالتراث النفیس للمكتبة الرضوية / إزاحة الستار عن كتاب « إجازة العلماء»

كشفت منظمة المكتبات والمتاحف ومركز التوثيق في العتبة الرضویة المقدسة عن المجلد الثالث من كتاب «إجازة العلماء» في برنامج الثلاثاء العلمي والثقافي الـ ۱۹۷ للعتبة الرضویة المقدسة.

وفقا لتقریر« أخبار العتبة»، في حفل إزاحة الستار عن هذا العمل القيم، الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بالمكتبة المرکزیة للعتبة الرضوية المركزية، وصف الباحث وخبير المخطوطات، « محمد وفدار مرادي» الإجازة  بأنها اعتراف وتأكيد على مكانتها كعلم.

 الإجازة؛ وثيقة تاريخية متصلة السند

ذكر أن الشهادة العلمية للإجازة تعود أصولها إلى علم الحديث، وقال: إن عملية الحصول علی الإجازة أصبحت في أيامنا هذه أمرا شکلیا، لكن قديما فلم تکن الإجازة تُمنَح للطالب إلا عندما یَشهد الأستاذ بأن هذا الطالب بَلغ مرتبة رفیعة من العلم.

وأضاف السید وفادار: الإجازات، هي إحدى الوثائق التاريخية المتصلة السند التي تبین، بالإضافة إلى وصف طبقات العلماء، معلومات مفصلة عنهم، بما في ذلك جغرافية إقامتهم ومکان سکنهم.

وقال إن من الأمور التي کانت تُذکر في الإجازة؛ الإلمام بالتراث العلمي والتعرف على صحة التراث المكتوب ومعرفة الكتب المرجعية.

وقال السید وفادار إن من شروط الحصول علی الإجازة أن یمتلک الشخص عقلا قویا قادرا علی التحلیل، عالماً في الفقه، الأصول وفقه اللغة، عالماً بعلوم الشريعة، الرياضيات، ضلیعا في علم الرجال ومعرفة الحديث، وأن یکون قادرا علی الإجتهاد واستنباط الأحکام الشرعیة.

وقال إن الإجازات تضم: الإجازة في الاستخارة، الإجازة في الاجتهاد، الإجازة في الأمور الحسبیة والشرعیة والأمور المالیة من خمُسٍ و زکاة ، الإجازة في التدريس، الإجازة في تصحيح المخطوطات ومقارنتها، والإجازة في النقل والقراءة.

التدریس طريقة مُبتکرة في البحث

الباحث ومترجم النصوص العربية؛ أمیر سلماني رحیمي، تحدث أیضا في هذا الإجتماع وأثنى على المؤلف لكتابته هذا العمل، ووصف مثل هذه الأعمال بأنها طريقة جديدة في البحث في المخطوطات وقال: مكتبة العتبة الرضوية تضم کنوزا قیمة للغاية، لا يمكن الاستفادة منها إلا بالبحث والتحقیق وتصحیح هذه المخطوطات والنسخ القدیمة.

وقال: إن هذا العمل يقدم إضافات من تعلیق علی النصوص الأصلیة ومقابلات علمیة ونصوص خطیة بالإضافة الی الإجازات ویعتبر هدیة  علمیة قیمة تقدم للباحثین.

  

واعتبر سلماني أن سلسلة الإجازات تَعریف بالتقاليد العلمية والتربوية في الإسلام، والتي نقل الأستاذ علمه عن الإمام المعصوم(ع)،عن النبي (ص)، عن الله عز وجل.

كما ذکر أن الفهارس المذکورة في هذا العمل والفهارس المتعلقة بالأدعیة التي ذُکِرت لأول مرة من بين النقاط القيمة التي تمیز العمل والتي تساعد على ربط الوجود بالمعرفة.

ذکر حجة الإسلام برات علي غلامي مقدم؛ مؤلف هذا العمل، أن الصعوبات التي واجهته أثناء تألیف هذا العمل هي؛عدم وضوح الخط، وكتابة الرسالة في صفحة واحدة، وعدم الاهتمام بذكر أسماء كبار العلماء في نص الكتاب.

 إجازات العلماء

تُعتبر مكتبة العتبة الرضوية المقدسة من أغنى المكتبات في إيران والعالم الإسلامي وتضم أعمالا قيمة في مجال التراث المكتوب. تُخَزّن في هذه المكتبة مؤلفات قيمة مثل إجازات من علماء وفقهاء ومحدثي الشیعة باللغتين العربية والفارسية.

كتاب « إجازات العلماء» الذي تم الكشف عنه في هذا الإجتماع والذي طُبِع حدیثا، هو من الكتب التي تضم ۷۳ إذنا، ۸ بلاغات، ۱۱ تعلیقا، ۱۲۶ نصا بخط الید، ۷۹ تصحيحا ولقاءا للعلماء والفقهاء والمحدثين.

ومن الإجازات القیمة في هذا الكتاب إجازة محمد تقي المجلسي الأصفهاني للشيخ محمد لاهيجي في ذي القعدة سنة ۱۰۶۲ قمرية.

ومن التعلیقات النفیسة في هذا الكتاب، يمكن أن نذكر أيضًا تعلیق محمد بن المؤذن الجزيني العاملي، الموجودة في مخطوطة التوضیح الأَنور. وبلاغ بدر الدين حسين العاملي في العاشر من ربيع الأول سنة ۱۰۴۸ الواردة في كتاب الكافي هي أيضاً من الأمور القیّمة المذكورة في هذا الكتاب.

ومن التصحيحات والتصويبات النفیسة التي تضمنها هذا الكتاب تصحيح مخطوط مصباح المُتَهَجِّد بحضور سديد الدين حسن بن حسين دوريستي مؤرخ في رجب ۵۸۴ قمریة. ومن خط الید الموجود هذا الكتاب یمکن أن نشیر أيضاً الی خط علي بن حسين واعظ الكاشفي في مخطوط تفسير سورة الفاتحة.

الجدير بالذكر أن المجلدات الثلاثة من كتاب « إجازة العلماء» من تأليف الباحث العالم حجة الإسلام برات علي غلامي مقدم، وقد تم نشر المجلدين الأول والثاني العام الماضي.

رمز الخبر 3474

تعليقك

You are replying to: .
captcha