وبحسب وثائق العصر الصفوي، فإن دار الضيافة كانت تحمل اسم "مصنع المباركة"، إذ أنه شيد قبل عصر فترة حكم الصفويين الشيعة في إيران، وتحديدا بالعصر التيموري، ووفقا لكتاب "مكارم الأخلاق" فكانت تسمى هذه الدار "غلور خانه"، وكانت تستخدم لإطعام الفقراء والضعفاء والأيتام يوميا، ولذلك يمكن القول أن تاريخ الإطعام في العتبة الرضوية يعود إلى ما قبل العهد الصفوي.

أقدم وثيقة تعود لـ "۴۳۵" سنة

أقدم وثيقة تاريخية متبقية لدار ضيافة الإمام الرضا (عليه السلام)، تعود إلى عام ۱۰۱۰هـ، أي قبل ۴۳۵ سنة، وبالتالي فإن التاريخ الرسمي لإنشاء دار الضيافة هذه، يعود إلى العصر الصفوي، حيث كانت تعرف بـ"المطبخ" وكان يعمل هذا المكان بإطعام الفقراء والمعوزين.

استمر عمل دار الضيافة هذه حتى الفترة الأفشارية على هذا النحو، لكن كمية الطعام نقص خلال هذه الفترة، وبعدما جلسوا القاجاريون على سدة الحكم، وتحديدا في فترة حكم فتح علي شاه القاجاري، وبإرساله الحاج ميرزا ​​موسى خان كأول متولي لهذه العتبة المقدسة، استعاد هذا المتولي القوي الأوقاف التي كانت المسلوبة، كما رمم العتبة الرضوية بأكملها، بما في ذلك دار الضيافة.

وفي هذه الفترة انقسمت دار الضيافة لأول مرة إلى قسمين منفصلين، تحت عنوانا "مصنع مباركة الخدمي" و"مصنع مباركة الزائري"، واستمر نشاطها حتى نهاية حكم القاجار، حيث كانت تستقبل وتطعم الزوار، بالإضافة إلى الفقراء والمحتاجين والخدم.

وخلال العهد البهلوي الأول، تم دمج هذان المصنعان معا، وأصبحا يسميان بـ"بيت الضيافة الحضرتي"، ومن ثم في فترة البهلوي الثاني، تغيير هذا الاسم إلى "دار ضيافة العتبة المقدسة"، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أصبحت هذه الدار تعمل تحت عنوان "دار ضيافة الإمام الرضا (عليه السلام)".

ووفقا لكتاب "عالم آراي نادري" يمكن القول أن دار الضيافة كانت تقع على جانب قبة "الله وردي خان" خلال العصرين الصفوي والأفشارية وحتى منتصف العصر القاجاري، ومن منتصف العصر القاجاري، تم تقسيم دار الضيافة إلى قسمين للزوار والخدم، ونقل إلى شارع الحرم الرضوي في مدينة مشه المقدسة.

الوظائف المختلفة في دار ضيافة الإمام الرضا (عليه السلام)

في الوثائق المكتوبة الموجودة، يتم أيضا ذكر أسماء الأشخاص والمناصب والمهن والمسؤولين والموظفين في دار الضيافة هذه، والتي يمكن العثور في هذه الوثائق عنواين مثل: "توشمال (مدير المطبخ)" و"حويج دار" (الشخص الذي يوفر الاحتياجات اليومية للمطبخ وعماله)، و"سفره جي (النادل)"، و"أياغتشي (المسؤول عن صيانة الأطباق وربما غسلها)"، و"قابوتشي (الحارس)" واسماء وعنواين أخرى.

كما توضح هذه الوثائق أشياء مثل نوع نذورات دار ضيافة الإمام الرضا (عليه السلام)، وكمية ونوعية الطعام ووقت الاستقبال في وأنواع ومعدات دار الضيافة.

الجدير بالذكر أن يمكن للمهتمين الحصول على مزيد من المعلومات حول تاريخ دار ضيافة الإمام الرضا (عليه السلام)، بقراءة كتاب "تاريخ دار ضيافة العتبة الرضوية المقدسة (من بداية العهد الصفوي إلى نهايته فترة القاجاري)"، تأليف سهراب بور محمد تقي جعفر آبادي.