ضرورة التقارب بين إيران وأفغانستان وطاجيكستان من خلال تطوير العلاقات الثقافية

في الاجتماع الأربعين لمجموعة الفكر الرضوي في المكتبة المركزية للحرم الرضوي الشریف، تم التأكيد على تعزيز التعاون والتقارب بين الدول الثلاث الناطقة باللغة الفارسية؛ إيران وأفغانستان وطاجيكستان من خلال تطوير العلاقات الثقافية بين هذه الدول.

وبحسب وكالة أنباء آستان نیوز، عُقد الاجتماع تحت عنوان «فُرص الدول الناطقة باللغة الفارسية في أفغانستان وطاجيكستان لتطوير التفاعل والتواصل بين الثقافات مع إيران»، يوم الأحد 13 تموز 2025، في قاعة مركز الفكر الرضوي بالمكتبة المركزية في العتبة الرضوية المقدسة، بحضور مجموعة من الخبراء والباحثين من المكتبات والمتاحف ومركز الوثائق في العتبة الرضویة المقدسة، بالإضافة إلی المهتمین بهذا الموضوع

أهمية التواصل الثقافي

وقال الدكتور علي أصغر محكي عضو هيئة التدريس في المعهد الإيراني لعلوم وتكنولوجيا المعلومات في اللقاء: إن الروابط الثقافية تشمل العلاقات بين الثقافات (تبادل المعاني والمفاهيم بين الناس من ذوي الثقافات المختلفة) والعلاقات داخل الثقافة (تبادل المعاني والمفاهيم بين الناس من ذوي الثقافة المشتركة).

وتابع: هناك فرصٌ كثيرةٌ لتطوير التواصل بين الثقافات في العالم الإسلامي، لكنها تُضعَف أو تُدمَّر بسبب قلة الاهتمام أو الإهمال؛ بل إن تجاهل هذه الفرص يُعدُّ شكلاً من أشكال الانحياز إلى السياسات الاستعمارية التي لا تريد التقارب بين شعوب الدول الإسلامية.

وأكد المتحدث على أهمية التواصل الثقافي، وقال: إن التواصل الثقافي يؤدي إلى التفاهم المتبادل، ويقلل من سوء الفهم، ويبني الثقة، ويعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين البلدان.

وأضاف: إن الاستماع الفعّال، والانفتاح الذهني (امتلاك ذهن منفتح والاستعداد لقبول وجهات نظر جديدة)، والصبر والتسامح، واحترام الاختلاف، والمهارات الکلامیة وغير الکلامیة، کلها من مهارات التواصل الثقافي.

عرض روابط لغوية وثقافية عميقة

ثم تابع محاكي بشرح أفغانستان وطاجيكستان من حيث مناطقهما الجغرافية والثقافية والاجتماعية والديموغرافية.

وتحدث أيضاً عن العلاقات اللغوية والثقافية العميقة بين إيران وأفغانستان وطاجيكستان، قائلاً: اللغة والخط الفارسي: جسر للتواصل بين الثقافات، والتراث الثقافي والتاريخي المشترك، والشخصيات المعروفة المشتركة مثل« السيد مير علي همداني، ومولانا جلال الدين محمد بلخي، وأبو علي سينا، ورودكي، وخواجه عبد الله الأنصاري، وناصر خسرو قبادياني، و...»، من بين هذه الروابط.

وأضاف الأستاذ الجامعي: يمكننا أيضًا أن نذكر روابط مثل العِرقيات المشتركة مثل الطاجيك والتركمان والبلوش وغيرهم، والعادات والتقاليد المشتركة مثل النوروز وشهر رمضان وعيد الفطر وتوديع الحجاج واستقبالهم وعيد الأضحى، والمدن التاریخیة و كنوز التبادل الثقافي، بما في ذلك كابول وهرات ومزار شريف وخجند، بالإضافة إلى المقامات الدینیة والأماكن المقدسة و مراكز الزیارة والتفاعل المشترک.

فُرَص إيران

وقال الأستاذ محكي: إيران أرض متنوعة بالقبائل والأعراق التي يمكن استخدامها كفرصة ثقافية للتقارب والصداقة والتفاعلات الإنسانية، ومواجهة التفرقة الاستعمارية.

وتابع: إن وجود جذور تاريخية ولغوية ودينية وثقافية وإثنية مشتركة يمكن أن يشكل فرصة ثمينة لتعزيز العلاقات الثقافية.

وأضاف الأستاذ محکي: لتطوير العلاقات الثقافية، لا بد من الاهتمام بإزالة العوائق الموجودة وتسليط الضوء على أوجه التقارب بين الشعوب واللغات والأعراق من أجل خلق أساس للتفاهم والصداقة الدائمة بين المجتمعات المعنية.

وأكد: من الضروري التغاضي عن الاختلافات الطائفية والدينية الكاذبة والمثيرة للانقسام والتي خلقتها الدعاية الواسعة النطاق للحركات المتطرفة المرتبطة بالأجانب في السنوات الأخيرة في دول مثل طاجيكستان وأفغانستان.

وفي الجزء الأخير من اللقاء، عرض محکي سلسلة من الصور والمقاطع المصورة لمشاركة تجاربه من سفره إلى أفغانستان في آذار من هذا العام.

رمز الخبر 6809

تعليقك

You are replying to: .
captcha